غداة اغتيال القائد العسكري لـ «حزب الله» مصطفى بدر الدين في سورية، والذي تخلله وعد من نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بتحديد الجهة التي تقف خلف الاغتيال في مهلة أقصاها صباح اليوم (أمس)، أعلن «حزب الله» في بيان «أن التحقيقات الجارية لدينا أثبتت أن الانفجار الذي استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي والذي أدى إلى استشهاد الأخ القائد السيد مصطفى بدر الدين، ناجم عن قصف مدفعي قامت به الجماعات التكفيرية المتواجدة في تلك المنطقة»، لافتاً إلى «أن نتيجة التحقيق ستزيد من عزمنا وإرادتنا وتصميمنا على مواصلة القتال ضد هذه العصابات الإجرامية وإلحاق الهزيمة بها، وهذه هي أمنية وآمال شهيدنا العزيز السيد «ذوالفقار» ووصيته لإخوانه المجاهدين». وقال: «إنها لمعركة واحدة ضد المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة الذي بات الإرهابيون التكفيريون يمثلون رأس حربته وجبهته الأمامية في العدوان على الأمة ومقاومتها ومجاهديها ومقدساتها وشعوبها الحرة الشريفة». وفي المقابل، سارعت فصائل المعارضة السورية إلى نفي اتهامات «حزب الله»، مشددة على أن ما نشره الحزب «عار من الصحة جملة وتفصيلاً». ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر عدة في المعارضة وصفها بـ «الموثوقة»، أنه لم يتم إطلاق أي قذيفة صاروخية من الغوطة الشرقية على مطار دمشق الدولي أو منطقة المطار خلال الأيام الماضية. وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن «رواية حزب الله عن مقتل بدرالدين غير صحيحة إطلاقاً». وقال إن «الحزب يتكتم على الرواية الحقيقية». وكان «حزب الله» واصل أمس تقبل التعازي ببدر الدين في «مجمع المجتبى» بحي الأميركان في ضاحية بيروت الجنوبية. وكان من أبرز الحاضرين رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية. وتلقى الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله اتصالاً هاتفياً من رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، قدّم خلاله التعازي ببدر الدين. كما تلقى نصرالله اتصالاً هاتفياً من الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص، قدم خلاله التعازي ببدر الدين. لاريجاني لنصرالله: قلق العدو منه كان كبيراً وبعث رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران علي لاريجاني رسالة تعزية إلى نصرالله. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، بأن لاريجاني قال في الرسالة إن «هذا الشهيد المقدام أفنى سنين عمره في الخط الأمامي في الجبهات لقتال الكيان الصهيوني وعملائه في المنطقة، و لم يعرف الكلل والتعب وكان نشطاً جداً في سوح الجهاد الثقافي، إضافة إلى الجبهات العسكرية»، مشيراً إلى «أن قلق العدو منه كان كبيراً إلى درجة عمد دوماً إلى بث الدعايات المغرضة عنه واغتيال هويته لكن هذه الهجمات لم تحدث خللاً في الإرادة والإيمان الراسخين للشهيد بدر الدين». وقال: «الآن وعلى رغم فقدان حزب الله البطل إحدى شخصياته المشرقة، سيعزز هذا الاستشهاد عزم وإرادة المجاهدين في القتال ضد الكيان الصهيوني وعملائه الإرهابيين في المنطقة». «علامات استفهام» واستغرب عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار «التشابه الحاصل في حادثتي مقتل القيادي في حزب الله مصطفى بدرالدين ومقتل عماد مغنية، لاسيما أنهما متهمان في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومطلوبان للمحكمة الدولية الخاصة بلبنان». واستهجن في حديث الى «إذاعة الفجر» «أن تحصل العملية في منطقة يفترض أن تكون حصينة أمنياً وعسكرياً لجهة موقعها ونوعية الأشخاص المتواجدين فيها، ما يطرح علامات استفهام». وفي شأن إعلان «حزب الله» أن مقتل بدر الدين جاء نتيجة قذيفة مدفعية مصدرها التكفيريون بدلاً من إسرائيل، رأى أن «حزب الله يجنب نفسه عناء الرد على الاحتلال الإسرائيلي كما يستمر بعملياته العسكرية في سورية بحجة الانتقام لبدر الدين والرد على التكفيريين».
مشاركة :