جورج يرق: «حارس الموتى» تدين الحرب والمليشيات

  • 5/16/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الروائي والكاتب اللبناني جورج يرق، اسم لمع نجمه ككاتب مميز قبل اختياره ضمن القائمة القصيرة في جائزة بوكر العالمية للرواية. فرواياته القليلة حققت حضوراً لافتاً لدى القارئ، وجاءت جائزة بوكر لترفع منسوب الانتباه لهذا الكاتب، بعدما اختارته ضمن ستة كتاب من خيرة من يكتبون الرواية بشروط إبداعية كاملة ووافية. وقبل أيام قليلة تسلم يرق شهادة تقدير لروايته حارس الموتى، في أبوظبي حيث تم الإعلان عن منح الجائزة التي ذهبت للكاتب الفلسطيني ربعي المدهون. الخليج الثقافي التقى الكاتب فور عودته إلى بيروت، وكان معه هذا الحوار: } ماذا تقول في روايتك حارس الموتى بعد وصولها إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر 2016)؟ ما قلته قبل وصولها إلى القائمة، أي أنها رواية طالعة من الحرب وتدين الحرب والمليشيات. وأضيف أن بلوغها هذه المرتبة أثمر طبعتين متتاليتين في غضون شهرين والطبعة الرابعة على الطريق. } هل كنت تتوقع وصول روايتك إلى هذه المرتبة؟ بصراحة لا. فوجئت عندما وصلت إلى القائمة الطويلة، ولم أتطلع إلى أبعد منها. وكان ناقل الخبر السار مدير التوزيع في دار الساقي عصام بو حمدان، لكن المفاجأة تكررت عندما وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة. عشت مشاعر شبيهة بالمشاعر التي ساورتني أيام الجامعة لدى إعلان نتائج امتحان آخر السنة. جميل النجاح. خصوصاً النجاح غير المتوقع. } هل ترى أن روايتك كانت تستحق المرتبة الأولى بالجائزة؟ أترك ذلك للنقاد وأهل الاختصاص. علماً أن الترجيحات التي انتشرت قبل يومين من إعلان اسم الفائز، رفعت روايتي إلى المرتبة الأولى، ثم جعلت المنافسة بينها وبين رواية مصاير. حتى إن مواقع عدة تبنت هذه الترجيحات. وأشيع قبيل ساعات من الحفل الختامي أن الجائزة مناصفة بيني وبين الكاتب ربعي المدهون. لا أكشف سراً أني كنت متوقعاً ذهاب البوكر 2016 إلى فلسطين، وقلت ذلك في غير حوار صحفي. وفي لقائنا الصباحي الأول، نحن كتّاب القائمة القصيرة، في مطعم الفندق، باركت للمدهون سلفاً، وجددت له المباركة في بضع مناسبات سبقت إعلان اسم الفائز. } القائمة القصيرة للبوكر تضم ستة كتّاب وأنت أحدهم، كيف يمكن المساواة بين ست روايات، هل ترى أن هذه الروايات هي في المرتبة الإبداعية نفسها؟ للجنة التحكيم أن ترد على هذا السؤال. قارئ الروايات الست يعرف مزايا كل واحدة. لقاؤها في قائمة واحدة إشارة إلى أنها كلها مستحقة. ثم إن تذوق الأدب استنسابي. فالرواية التي تعجبك كثيراً قد لا تعجبني بالمقدار نفسه أو قد لا تعجبني. والعكس صحيح. للنقد أن يقول كلمته في هذا الشأن بشرط أن يتحلى بالإنصاف والترفع. حاجتنا ماسة إلى نقد عارف ونزيه خصوصاً في هذه الفورة الروائية الجارفة. لا بد من نهوض الغرابيل لفرز القمح من الزؤان. أغتنم الفرصة لأعتذر إلى بعض النقاد وأهل الكار لأن بلوغ روايتي القائمة القصيرة أزعجهم. } كيف كانت أيام الاحتفال بالجائزة في أبوظبي حيث شاركت مع زملائك؟ زاخرة بالندوات والحوارات على أنواعها. خمسة أيام أمضيناها في جو من الألفة والصداقة برغم أن الكتّاب الستة لا يعرفون بعضهم بعضاً. لم أتوقع ان يكون الاحتفال ضخماً ومنظماً على هذا النحو. للمرة الأولى أعيش ساعتين متواصلتين تحت الأضواء محاطاً وزملائي بكاميرات التلفزيونات والفوتوغرافيين. } ماذا تقول في زملائك الخمسة؟ نشأت بيننا مودة سريعة. مودة بقيت إلى ما بعد إعلان النتيجة. وقد تجلت عندما حضرت أنا وشهلا العجيلي وطارق بكاري وربما محمود شقير، المؤتمر الصحفي الذي عقده ربعي المدهون عقب الفوز. حضورنا هذا كان موضع تقدير لدى متابعي الدورات السابقة، فقلما حضر أحد من كتّاب القائمة القصيرة مؤتمر الفائز. وماذا عن الفائز وروايته، ماذا تقول عن الرواية الفائزة؟ ربعي المدهون مثقف، دمث، وحسن المعشر. عرفني إلى فاكهة تناولناها معاً في أبوظبي، ومنشؤها الهند، على قوله، واسمها بالفرنسية التنين. أول مرة أذوقها. لذيذة جداً. في اليوم التالي، أكلتها أنا وطارق بكاري فاستطابها هو أيضاً وسماها فاكهة ربعي. وفي ما يتعلق بالرواية الفائزة، إنها جديرة بالجائزة وتضيف جديدا إلى الرواية الفلسطينية. أجدد التهنئة للصديق ربعي. } روايتك حارس الموتى شغلت الوسط الثقافي قبل دخولها في مدار جائزة البوكر، إلى ماذا ترد هذا الحضور لروايتك، هل قدمت جديداً على الصعيد التقني أو في مضمون الرواية وموضوعها؟ هذه مهمة النقد. لا أريد أن آخذ دوره. لعل مرد حضورها اللافت إلى موضوعها الجديد والصادم في آن واحد، والذي لم تتطرق إليه الروايات المستمدة من الحرب. غالبية حوادثها تجري في ثلاجة الموتى حيث تستقر جثث ضحايا القتل على الهوية والقصف والقنص والمعارك والسيارات الملغمة. حاولت كتابة رواية جذابة للقارئ متفادياً ما ينأى به عن الإمتاع والمؤانسة، مثل الحشو والوصف الممل والحوار المفتعل. كتبتها بلغة سهلة مجارياً المستوى الثقافي للراوي الذي لم يتخطَّ مرحلة التعليم الثانوي. } هل من جديد في كتاباتك الروائية، وما هي مواضيعها؟ لدي رواية ثالثة كانت ذاهبة إلى المطبعة لكن وصول حارس الموتى إلى القائمة الطويلة ثم إلى القائمة القصيرة، أرجأ نشرها إلى السنة المقبلة، وفي الوقت نفسه، حث الناشر على إعادة طبع روايتي الأولى ليل (2013) طبعة ثانية. يدور موضوع الرواية الجديدة على علاقة عاطفية تنتقل من عالم الافتراض إلى الواقع. } لماذا تكتب الرواية؟ سؤال يستجر أجوبة مألوفة لطالما قرأناها وسمعناها، وهي نفسها في عداد الدوافع الكامنة وراء كتابتي الرواية. ولن أكررها. كتبت ليل من باب التجربة مستفيداً من البطالة القسرية بعد عمل 38 سنة في الصحافة وسبع سنوات مدققاً لغوياً ومحرراً لعدد كبير من الروايات والكتب في أهم دارين للنشر في بيروت دار الساقي ودار الآداب. نجاح ليل حرضني على تكرار التجربة فكانت حارس الموتى. ونجاح هذه الأخيرة ووصولها إلى القائمة القصيرة شجعاني على المواصلة وعلى مزيد من التروي والاجتهاد لئلا أخذل القارئ.

مشاركة :