خلص المشاركون في قمة أبوجا إلى أن نفوذ بوكو حرام تراجع حول بحيرة تشاد، ولكن على المجتمع الدولي أن يبذل جهداً أكبر مالياً وعسكرياً للقضاء على الحركة المتطرفة ومساعدة السكان الذين يعانون وضعاً إنسانياً مقلقاً، وحثت بريطانيا الرئيس النيجيري على معالجة أسباب التمرد في دلتا النيجر، وأعربت عن خشيتها من تعاون محتمل بين بوكو حرام وتنظيم داعش إذا رسخ أقدامه في ليبيا. ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الرئيس الوحيد غير الإفريقي الذي حضر القمة، إلى عدم التراجع في مواجهة بوكو حرام مطالباً المجتمع الدولي ببذل جهد أكبر على صعيد تنمية الدول المتضررة وتقديم المساعدة الإنسانية لسكانها. وأقر هولاند بأن النتائج لافتة على صعيد التصدي ل بوكو حرام التي ضعفت وأجبرت على التراجع. لكنه أكد ان هذه المجموعة الإرهابية لا تزال تشكل خطراً. واختتمت القمة ببيان شدد على ان إلحاق الهزيمة بهذا التمرد لا يستند فقط إلى حل عسكري بل أيضاً إلى تحرك حكومي تنموي بهدف اجتثاث الأسباب. وفي وقت سابق، اعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ان الجهود العسكرية لا تكفي وحدها، داعياً دول المنطقة إلى أن تكسب قلوب أولئك الذين ترهبهم بوكو حرام لأنها معركة جيل ضد شيطان سيدمرنا جميعاً إذا لم ندمره. وقال الوزير البريطاني إن من المحتمل أن يزيد متشددو بوكو حرام من تعاونهم مع تنظيم داعش إذا عزز التنظيم تواجده في ليبيا. وقال خلال المؤتمر لو رأينا داعش يؤسس وجوداً أقوى له في ليبيا فهذا سيبدو لأشخاص كثيرين على أنه طريق اتصال مباشر ومن المرجح أن يصعد ذلك التعاون العملي بين الجماعتين. وكان مسؤول أمريكي كبير أكد الجمعة أن هناك علامات على أن مقاتلي بوكو حرام يذهبون من نيجيريا إلى ليبيا عبر الحدود المليئة بالثغرات للدول الواقعة جنوب الصحراء. بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن ان النصر في ساحة المعركة لا يكفي، مطالباً ب مقاربة دائمة وشاملة لعدم تكرار الاخطاء وللحؤول دون نشوء بوكو حرام مجددا. ودعا أيضاً إلى تعامل لائق مع المقاتلين السابقين في حركة التمرد، في اشارة إلى الاتهامات المتكررة بارتكاب انتهاكات بحق مشتبه بهم. وتناولت القمة سبل إنهاء تجاوزات بوكو حرام الذين قتلوا أكثر من عشرين ألف شخص وأجبروا اكثر من 2,6 مليون آخرين على الفرار. وتطرقت أيضاً إلى الانتشار الفعلي للقوة المشتركة المتعددة الجنسية المؤلفة من 8500 عنصر من نيجيريا والدول المجاورة. إلى جانب ذلك قال هاموند إنه يتعين على الرئيس النيجيري محمد بخاري معالجة الشكاوى في منطقة الدلتا حيث يفجر متشددون خطوط أنابيب في صراع أصبح يمثل قلقاً كبيراً. وأرسلت نيجيريا تعزيزات من الجيش لتعقب المتشددين ولكن وزير الخارجية البريطاني قال إنه يجب على بخاري معالجة الأسباب الجذرية لأن المواجهة العسكرية قد تفضي إلى كارثة. (وكالات)
مشاركة :