بيننا ألف سايكس وألف بيكو! | شريف قنديل

  • 5/17/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في ذكرى التقسيم التي تحلّ بنا هذه الأيام، أقول بضمير أظنه مرتاحًا، وبقلب أظنه سليمًا: لم نعد بحاجة إلى سايكس وبيكو جديدين! بيننا الآن ألف سايكس وألف بيكو، يروّجون بل يعملون في مجال التفتيت والتقسيم! بيننا سايكسيون وبيكيون يدمنون تقسيم الأرض وتفتيت العِرض، وإقامة الحواجز وبناء المعابر ليست فقط بالحديد والأسمنت وإنما بمواد أكثر صلابة ومواقف أكثر صلابة! من حقّ البريطاني السيد مارك سايكس، والفرنسي فرانسوا جورج بيكو أن يناما في قبريهما قريري العينين، فقد نشأ بين العُربان من جعلوا وجهتهم إسرائيل، ومن جعلوها طهران.. وفي ضوء ذلك، لا مانع إن استولى الصهاينة على المزيد من العِرض، وإن جاء الفرس لغزو العراق ثم سوريا ولبنان! في ظل السايكسيين العرب خسرنا الأرض، واستعصت علينا قبة الأقصى قبل أن يظهر بيننا من يروّجون لنفي البراق ونفي المعراج! وفي ظلهم ضاع جنوب السودان وظهرت دول ومحاور مثل كردستان والجولان وجنوب لبنان وكردفان والصحراء الكبرى والصحراء الصغرى! ومن عجب أنهم ظلوا يرفعون رايات الوحدة العربية والأمة الواحدة ويرقصون في كل احتفالية في أيام الاستقلال.. قل هو الاستهبال! لقد أصبح البيكيون العرب مدمنين للكذب وللزيف وكهانًا للحرف ومحترفين للوصف! فالبلد الواحد من الأفضل أن يكون بلدين والشعب الواحد من المفيد أن يكون شعبين واللغة الواحدة ينبغي أن تندثر والراية الواحدة ينبغي أن تنحسر! والحق أن السايكسيين البيكيين العرب كانوا ومازالوا أكثر حقدًا وفظاعة وبشاعة من سايكس ومن بيكو الأصليين، ذلك أنهم نجحوا في تحويل الإخوة لأعداء، والدول شظايا وهباء! ولهؤلاء صحفهم التي تروّج من قديم للشعوبية والتقسيم، وقنواتهم التي لا تتوقف عن التسميم! مائة عام الآن على اتفاقية سايكس بيكو التي تم بموجبها تقسيم الأرض العربية بين بريطانيا وفرنسا، قبل أن يأتي الزمن الأغبر الذي يريد فيه بعض العُربان مزيدًا من التقسيم تارة لصالح إسرائيل وأخرى لصالح إيران، فالمهم عند هؤلاء أن تتقد نجمة داوود وأن يعلو الإيوان! مائة عام على معاهدة سايكس بيكو قبل أن يسعى السايكسيون البيكيون العرب لتقسيم المقسم أصلاً إلى دويلات والدويلة إلى طوائف وعرقيات! وقبل أن يتدخل الغرب من جديد لحماية العالم من داعش الذي صنعوه والذي يغسلون فيه إرهابهم في أكبر عملية نصب لغسيل الإرهاب!. sherif.kandil@al-madina.com

مشاركة :