ندخل في صلب الموضوع فنقول في هذه الساعة أو اللحظة التاريخية أنه لا يليق التشفي والكيد كما لا يليق العويل ولا الدموع!. لقد فعلها الجيش المصري وليس جيشاً من خارج مصر ،استجابة لإرادة شعبية مصرية لا إرادة أجنبية كان ما كان في مصر وأصبح لديها شارعان ولا أقول شعبان! ومن ثم يصبح السؤال المطروح حالياً: هل يرضى أحد أياً كان أن يكون في مصر أو لمصر شعبان اثنان؟!. ولأن الإجابة معروفة سواء بالقلب أو باللسان أو بأحدهما أو بكليهما فإنه لا يليق أبداً أن نخاطب شعب مصر العظيم باعتبار أن هناك شعباً غير عظيم؟! ولا يصح أن نقرر أن الشعب الذي ثار هو وحده شعب مصر العظيم لأن هناك شعبا آخر إما لم يثر وإما ثار في اتجاه آخر!،الجيش سيظل ابن الشعب ودرعه الأمين في كل الأوقات وليس لوقت دون وقت . ولأن ذلك كذلك وبافتراض أن الآخرين الذين لم يرقصوا ولم يغنوا ولم يمثلوا "شعبة واحدة" لا شعب، فإن كسر أي شعبة سواء كانت من الإسلاميين بمختلف أطيافهم أو من الليبراليين على سائر تنوعاتهم يمثل كسراً لركن من أركان الوطن.وهو الأمر الذي حذر منه بيان القوات المسلحة . بمناسبة الرقص سمعت من تؤكد على الهواء أن مصر ترقص وتغني وتمثل هذا صحيح إذا كان الرقص والغناء والتمثيل لبناء مصر مدنية وسطية لكنها أبداً لن تكون مصر بلا هوية.. فرق كبير بين رقص الثوار والبنائين والعمال والفلاحين الأحرار وبين رقص السطحيين والنفعيين!. قال لي رئيس الوزراء الهندي السابق شاندرا شيكر أحد تلامذة الزعيم التاريخي غاندي إن كسر أي أقلية هو كسر لقلب الأمة.. فما بالنا وهم أبداً ليسوا أقلية لا على مستوى العرق ففي مصر ليست هناك أعراق ولا على مستوى الأثنية ففي مصر ليست هناك أثنيات؟!. في مصر وحتى هذه اللحظة وفي أي بناية أو عمارة ستجد الفتاة الثورية غادة من التيار الإسلامي وتحتها- تحت شقتها أو فوقها- صديقتها فاطمة من التيار الليبرالي وبينهما أماني تحلم بأمنيات كبيرة للوطن!. في مصر وفي القرية الواحدة بل في البيت الواحد وأقسم في البيت الواحد الذي قد يكون مكونا من غرفة واحدة هناك صلاح العضو الفاعل في حركة "تمرد" ومصطفى العضو البارز في الجماعة الإسلامية!. هذه هي حقيقة الموقف لمن يريد الإصلاح لمصر وليس الكساح.. لمن يريد الوفاق ولا يسعى لبث الفرقة !. كان ما كان وتم عزل الرئيس مرسي وكل أركان النظام.. وبالتأكيد سترتفع البورصة المالية.. فهل يتم انتهاز الفرصة ورفع همم الشعب كله؟! كان ما كان وسيتوفر البنزين فهل يتم إشعال وقود الشعب كله بناء وعملاً وتنمية؟! كان ما كان وسيستقر السولار.. فهل يهدأ "الثوار" ويثبتوا بالفعل أنهم يسعون لتحقيق مبادئ وأهداف ثورة يناير في العيش والحرية والكرامة الإنسانية؟!. بمناسبة ثورة يناير يبرز سؤال كبير يقول: هل هي بالفعل تختلف عن ثورة يونيو؟ هل تختلف شعاراتها ومبادئها وأهدافها؟ وبعبارة أوضح وأصرح هل انتهى ملف يناير وتم غلقه حتى نبدأ الحساب لملف يونيو؟!. وبافتراض أنهما مرحلتان ولا أقول ثورتين.. هل ستسمح هذه المرحلة بتبديل الوجه بالوجه أم أن هناك وجها واحدا؟! هل تسمح بتبديل الزيف بالزيف أم أن هناك مصر واحدة؟! هل تسمح بتبديل الوعد بوعد أم وعد واحد في العيش والحرية والكرامة الإنسانية؟!. انتبهوا جيداً في تلك المرحلة الانتقالية وما أكثرها، وتلك الظروف الاستثنائية وما أكثرها.. وبمناسبة الاستثنائية يقفز سؤال ثالث يقول: من الذي يملك الآن صلاحية إصدار القوانين والأوامر الاستثنائية؟! وأوامر الضبط أو الاعتقال أو التحفظ الاستثنائية؟!. لقد أحسنت السلطة الرسمية الآن في التأكيد على رفضها للإقصاءوالتزامها بحق التظاهر للجميع تمهيدا للمصالحة الوطنية انني أخشى رغم التأكيدات الرسمية من الرئاسة الانتقالية ومن المجلس العسكري أن يكون هناك من يسعى لبث روح الانتقام لا الوئام..خذ على سبيل المثال لا الحصر صدور قرار لا أحد يعلم حتى الآن مصدره أو مصدره بفتح الميم أو بضمها بإغلاق كل القنوات الإسلامية وحجز أفرادها ولا أقول سجنهم أو اعتقالهم مع ملاحظة الافراج عن بعضهم.. ربما كان في القرار درءا لمفاسد قد تنتج عن استغلال هذه القنوات في زيادة الاحتقان .. ولكن ماذا عن القنوات الأخرى التي تزكم الأنوف؟!. لماذا لا يتم المساواة بين أولئك وهؤلاء؟ ألم يشتركوا جميعا فيما وصلنا إليه الآن؟! ألم يطالب القائد العام في نهاية البيان بالإسراع في إصدار ميثاق شرف وطني للإعلام؟!. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :