أكدت بثينة قروري، أستاذة القانون بجامعة محمد الخامس ورئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، في تصريح خاص لموقع القناة الثانية، أن بلاغ الديوان الملكي بشأن تعديل مدونة الأسرة يُعد خطوة هامة في مسار التشاور العمومي حول هذه المدونة بعد 20 سنة من تطبيقها. وأوضحت قروري أن هذا المسار الإصلاحي قد أطلقه جلالة الملك محمد السادس في إطار الجهود المستمرة لتحسين النظام القانوني للأسرة المغربية، مضيفة أن التعديلات المقترحة تستند إلى مجموعة من الضوابط المنهجية التي تم التأكيد عليها في خطاب العرش لسنة 2022، والخطاب الافتتاحي للسنة التشريعية لعام 2023، فضلاً عن الرسالة الملكية التي وجهها إلى رئيس الحكومة بشأن تشكيل لجنة تعديل المدونة. وأشارت قروري إلى أن جلالة الملك قد فصَّل في المسار الإصلاحي للمدونة، حيث ميز بين الشقين المختلفين: الشق المسطري القضائي، الذي دعا إلى تطويره وتوحيد الاجتهاد القضائي فيه، والشق المتعلق بالأحكام الشرعية التي يظل النظر فيها من اختصاص أمير المؤمنين، الذي لا يحق له تحريم الحلال أو تحليله. وأوضحت رئيسة منتدى الزهراء أن جلالة الملك قد أحال 17 قضية إلى المجلس العلمي الأعلى للنظر فيها، حيث قام المجلس بدوره بالموافقة على بعض القضايا ورفض البعض الآخر، خاصةً تلك التي تمس القطعيات، مثل استخدام الخبرة الجينية في قضايا حقوق النسب وإلغاء العمل بقاعدة التعصيب والتوارث بين المسلم وغير المسلم. وأكدت قروري على أهمية دعوة جلالة الملك لإحداث إطار داخل هيكلة المجلس العلمي الأعلى بهدف تعميق البحث في الإشكاليات الفقهية التي تطرحها التطورات المستمرة في مجال الأسرة المغربية. وأشارت الجامعية المغربية إلى أن العلماء يواصلون أداء دورهم الحيوي في مواكبة النقاش العمومي، مع مراعاة التحولات الاجتماعية والفقهية في المجتمع المغربي. وأوضحت قروري أن الحكومة ستعد مشروع تعديل المدونة الذي سيشمل شقًا مدنيًا مسطريًا، معتبرةً أن من الضروري أن يتم صياغة هذا المشروع بما يلتزم بالمقاصد الشرعية لإصلاح المدونة، ويحترم الضوابط التي وضعها جلالة الملك، والتي تهدف إلى حماية مؤسسة الأسرة وضمان استقرارها، باعتبارها الخلية الأساسية للمجتمع، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الأسرة المغربية على الصعيد القيمي. وأضافت رئيسة المنتدى أن إصلاح المدونة يجب أن يكون خطوة نحو ضمان حقوق الأفراد في إطار الأسرة، بما يعكس التوجهات الإصلاحية التي يتبناها المغرب على مختلف الأصعدة.
مشاركة :