تشهد العاصمة صنعاء تصعيداً غير مسبوق لمظاهر الغضب والسخط الشعبي على الحوثيين جراء الانهيار المتسارع للريال اليمني والارتفاع الحاد الذي طرأ في أسعار المواد التموينية والوقود والمشتقات النفطية ، وهو ما تسبب في إضفاء المزيد من المعاناة الشعبية. وامتنعت العديد من شركات ومحال الصرافة في العاصمة صنعاء عن تداول بيع أو شراء العملات الصعبة ، جراء الارتفاع غير المسبوق في أسعار الصرف والانهيار الحاد للعملة الوطنية في مقابل العملات الأجنبية. وتزامن الارتفاع الحاد في أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني مع ظهور متجدد لأزمة الوقود والمشتقات النفطية التي طرأت زيادات سعرية بلغت الضعف على قيمتها المرتفعة أصلاً، الأمر الذي صعد من حالة السخط والغضب الشعبي من أداء سلطة الأمر الواقع الممثلة في جماعة الحوثي التي اكتفت لجنة الثورية العليا بتوجيه اتهامات على لسان رئيسها محمد الحوثي للأحزاب السياسية بالوقوف وراء التصاعد غير المسبوق لتداعيات الأزمة الاقتصادية. واعتبر الخبير الاقتصادي الدكتور نجيب عبد الرحمن الأسطي في تصريح لالخليج أن انهيار العملة الوطنية كان مسألة وقت ليس أكثر، جراء الاستنزاف غير المسؤول للحوثيين للموارد المالية المحدودة، مشيراً إلى أن جماعة الحوثي فرضت على البنك المركزي اليمني منحها مبلغ 20 مليار ريال شهرياً لتمويل ما يسمى بالمجهود الحربي، كما بادرت قيادتها إلى ممارسة ضغوط على إدارة البنك للسحب المباشر من الاحتياطي النقدي. وكشف الدكتور الأسطي عن قيام البنك المركزي اليمني بضغوط من الحوثيين بطباعة 50 مليار ريال دون أي غطاء نقدي ، وهو ما تسبب في حالة غير مسبوقة من التضخم وتسبب في انهيار صمود العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية. من جهته اتهم الأكاديمي المتخصص في الاقتصاد عبد الرحمن ناصر المقري في تصريح لالخليج جماعة الحوثي بارتكاب جرائم فساد صارخة وغير مسبوقة، معتبراً أن التصعيد الطارئ في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في العاصمة صنعاء والمدن التي يسيطر عليها الحوثيون وقوات الرئيس السابق يمثل نتاجاً لجرائم الفساد ونهب المال العام والسطو على الموارد العامة واستغلال سلطة الأمر الواقع لتحقيق الإثراء غير المشروع للعديد من قيادات الجماعة. ووجّه محافظ البنك المركزي اليمني محمد بن همام تحذيراً عاجلاً للأمم المتحدة عبر مبعوثها الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ لإنقاذ العملة اليمنية لتفادي انهيار مالي محتمل خلال أيام. وفرض التصاعد غير المسبوق لتداعيات الانهيار المتسارع للعملة الوطنية والاختلال الطارئ في أسواق الصرافة والارتفاع المباغت لأسعار المواد التموينية والوقود وتزامنه مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك ، أجواء قاتمة من التوجسات الشعبية التي عبرت عنها مظاهر التهافت على بيع العملات الأجنبية لاستغلال ارتفاع أسعار الصرف واقتناء المواد التموينية بكميات غير معهودة خشية ارتفاع أسعارها.
مشاركة :