بورحيمة: فن المسرح أصبح ممارسة يومية في المدارس

  • 5/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت صباح أمس على مسرح معهد الشارقة للفنون عروض مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي في دورته السادسة بتقديم ثلاثة عروض، كان أولها مسرحية دميتي تأليف أمل حويجة وإخراج فتحية عبدالرحمن لمدرسة الرويضة للتعليم الأساسي بنات، وقدمت المسرحية حكاية بنت ظل أهلها يشترون لها الدمى، حتى تراكم لديها الكثير منها. فجأة تقرر البنت أنها كبرت ولم تعد بحاجة إلى تلك الدمى، فتأخذها إلى القمامة وترميها، لكنّ الدمى تعتبر ذلك ظلماً وإهانة، ولا ترضى بالمصير الذي أرادته لها البنت، بحجة أنها مازالت جميعها في حال جيدة، ويمكن أن ينتفع بها بعض الأطفال الفقراء والمحتاجين، والأولى بها أن تُعطى لهم، وتتجمع الدمى وتقرر الاحتجاج، وتذهب في مسيرة حاشدة إلى منظمة الأمم المتحدة، وهناك يقابلها أعضاء المنظمة، ويقررون أن دعواها حق، وأنها كان ينبغي أن تُعطى لأولئك المحتاجين الذين يستحقونها، وتقرر الأمم المتحدة تشجيعاً لموقف الدمى أن تعطيها مقعداً في الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق الأطفال. العرض الثاني كانت بعنوان زيتونة لعبة خشبية وهي من تأليف ابتسام مال الله، وإخراج عائشة الشويهي، تبدأ باستعراض راقص لحفل كرنفال، وعندما ينتهي الحفل تدخل بنت تحمل دميتها الصغيرة زيتونة، ويبدو أنها كانت تريد أن تشارك في الحفل لكنها تأخرت، فتتحسر على ذلك كثيراً، وتقرر أن تحضر في المرة القادمة مبكراً لتشارك في الحفل، وتعود إلى البيت، فتجد أن دميتها الثانية ذات الحجم الكبير هروج غاضبة منها، لأنها لم تأخذها معها إلى المهرجان، فتهدئها البنت وتعدها بأخذها إلى الكرنفال القادم، وأثناء ذلك تواظب الدمية الكبيرة هروج على أكل الكعك اللذيذ حتى ينتفخ بطنها، وتصبح كثيرة النوم، غير قادرة على المشي، ويكاد ذلك يعطل البنت ودميتها الصغيرة عن اللحاق بالمهرجان الكبير، إلا أنهما تنصحان هروج بالتقليل من أكل الكعك ولعب الرياضة وأكل الفواكه والخضراوات، وتبدأ هروج في ممارسة الرياضة بانتظام، وتقلع عن المبالغة في أكل الكعك، فيخف وزنها وتصبح نشيطة قادرة على المشاركة في الكرنفال. كان عرض زيتونه لعبة خشبية رشيقاً وحيوياً وقدمت البنات استعراضات منسقة، وكانت الألبسة والديكورات مناسبة، وقد استطاع العرض أن يبلغ رسالته بوضوح، وتمحورت المسرحية حول فكرة أن التقليل من الأكل المضر بالإنسان وممارسة الرياضة يساعدان على تمتع الإنسان بالنشاط والحيوية الدائمة. المسرحية الثالثة كانت بعنوان أمشي.. أمشي تأليف محمود أبوالعباس، وإخراج المعلمة شيخة تميم الخاصوني، لمدرسة البطحاء للتعليم الأساسي، وهو عرض استعراضي رياضي رشيق تقدم خلاله الجدة نصائح حول الرياضة لحفيدتها سلامة، وتريها أن الإهمال يؤدي إلى ضعف الجسم فتخترقه الأمراض وتضعف مناعته، ما يؤدي بصاحبه إلى عواقب غير محمودة، وقدم العرض لوحات من الاستعراض الجماعي الراقص المصحوب بالغناء الدال على الرؤية التي يحملها الحوار، فكان ذلك معززاً لفكرة المسرحية التي ركزت على ممارسة الرياضة. ركزت العروض في الأيام السابقة للمهرجان على القيم والأخلاق التي ينبغي أن يتحلى بها الطفل، والسلوك الذي ينبغي أن يعامل به الآخرين، وقد أضافت عروض الأمس موضوعاً جديداً مهماً، وهو الموضوع الصحي بشكل عام، وضرورة حفاظ الطفل على لياقة بدنية جيدة عن طريق الأكل الصحي، وعدم الإسراف في تناول الأطعمة، والممارسة الدائمة للرياضة، وهذه مواضيع مهمة، وينبغي أن يعي الطفل كيف يقوم بها، وأن يُقدم له ذلك بشكل مسرحي حتى يدخل عقله ويتغلغل في وجدانه، لأنه معروف أن العقل السليم في الجسم السليم، وأن السلوك النبيل يحتاج إلى جسم صحيح قادر على ممارسته. وعلى هامش عروض اليوم الخامس قال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، إن مجمل ما شاهدناه في الأيام السابقة يعكس مدى الاهتمام الذي أصبح فن المسرح يحظى به داخل المدارس، وكيف أنه بدأ يتحول إلى نشاط مدرسي منتظم ومستمر، ولم يعد مرتبطاً بمناسبة معينة، وقد لاحظنا أن بعض المدارس لديها برنامج مسرحي متكامل تنفذه على مدار السنة، وتلزم به طاقمها وطلابها، وكان حماس تلك المدارس للمشاركة عالياً، ونحن ندعم هذا النشاط على كل المستويات، لأن ذلك يدخل في الأهداف التي يسعى لها مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، في إحداث حالة من الممارسة المسرحية المستمرة داخل المدرسة، وتشجيع الطاقم التربوي على ذلك، وتوعية آباء التلاميذ بأهمية المسرح في حياة أبنائهم، وما يمكن أن ينعكس به من مزايا على شخصيات الأبناء.

مشاركة :