اختتام منافسات فرسان تحدي القراءة في الإمارات

  • 5/20/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تألق نحو 30 معاقاً في التصفيات النهائية لمشروع تحدي القراءة العربي، على مستوى الإمارات، التي اختتمت فعالياتها أمس بمقابلات ساخنة وحيوية شارك فيها 109 طلاب من مدارس الإمارات الحكومية والخاصة، اجتمعوا في مدرسة البحث العلمي بدبي، وسط أجواء حماسية أشعلتها مبارزات معرفية بين المحكمين والطلاب، حيث شجع المستوى الثقافي المتميز للطلاب المحكمين على الخوض في نقاشات متنوعة عكست مدى وعيهم ونضجهم وفهمهم للواقع. نور المعرفة في تحدي القراءة العربي ينير ظلام الإعاقة، ويمنح المعاقين فرصة لإثبات وجودهم كمنافسين أقوياء لا يستهان بهم، هذا ما أكدته ولاء محمد، مشرفة ومُحكمة على فئة المعاقين المشاركين في التحدي لـالبيان، وقالت: شهدت التصفيات النهائية لمشروع تحدي القراءة العربي، على مستوى الإمارات، مشاركة نحو 30 معاقاً منهم الصم والبكم والمصابون بالشلل الدماغي، وهذا أبهرنا كثيراً، لاسيما وأنهم كانوا على مستوى رائع من التدريب والاستعداد لخوض اختبار المقابلة الشخصية. قوة المعاق وتابعت: كان على الطلبة المعاقين تحدي إعاقتهم وقدراتهم المتواضعة لاجتياز تحدي القراءة العربي، وقد نجحوا بجدارة واستمدوا من ضعفهم قوة كبيرة أثارت مشاعر الفخر في نفوس جميع المحكمين. وأضافت: نرفع القبعة لأسر المعاقين المشاركين في التحدي، وتحديداً الأمهات، لكونهن قررن خوض تحدي القراءة العربي مع أبنائهن، وعملن بجد واجتهاد وأشعلن فتيل المنافسة بحرارة المعرفة والإصرار على النجاح. تمكن واقتدار على صعيد آخر، التقت البيان بعض الطلاب للوقوف على تجاربهم في تحدي القراءة العربي، ومن بينهم الطالب عمر عبدالقادر محمد، من مدرسة عبدالقادر الجزائري، الذي قال: التحدي ينمي مقدرة الطالب على كيفية استقاء المعلومات والتعامل معها والاستفادة كذلك منها في حياته العملية، والتجربة عموماً جميلة وحيوية وممتعة أيضاً، وقد بدا علي التوتر لدى دخولي قاعة الاختبار، ولكن سرعان ما تكيفت مع الأجواء وانطلقت كالسهم. بناء وتطور أما الطالب زايد علي عمر الجابري، من مدرسة عبدالقادر الجزائري والحاصل على المركز السابع في جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم عام 2013، فقال: بالقراءة تتقدم الأمم، وتنهض المجتمعات، ويصبح الشباب أكثر وعياً وإدراكاً لدورهم في عملية البناء والتطور، وقد حفزني التحدي على القراءة بشكل أكبر، حيث كانت قراءاتي في السابق مقتصرة على القصص القصيرة، ثم تدرجت بعد ذلك إلى قراءة السيرة النبوية وتاريخ الطبري وغيرهما. بطل واحد الطالب محمد عبدالرحمن السعيد، من مدرسة منار الإيمان الخاصة في عجمان، فقال: أنا مولع بالقراءة وقد سبق لي المشاركة في مسابقات تعنى بالمعرفة والقراءة، ولكن تحدي القراءة العربي كان أكثرها إثارة بالنسبة لي، لكونه يعتمد على معايير وأهداف واضحة وآلية تقييم لا غبار عليها، وسيتوج بطل واحد على مستوى العالم العربي. نجوم الكواليس يقف خلف صفوف الطلاب المتأهلين إلى التصفيات النهائية لمشروع تحدي القراءة العربي، على مستوى الإمارات، عدد كبير من المعلمين والمشرفين الذين يعدون نجوم كواليس التحدي بجدارة، وقال أحمد إبراهيم محمود، من المنطقة التعليمية في أبوظبي: إن مشروع تحدي القراءة العربي رائد بكل المقاييس، خاصة وأنه ساعد الطلاب على الوصول إلى المعرفة واتخاذ الكتاب الورقي رفيقاً وصديقاً في كل الأوقات، وهذا يجعلنا أكثر اطمئناناً على مستقبل الأجيال القادمة. ثورة وأما خالد قطبي، من مجلس أبوظبي للتعليم، فقال: في ظل الثورة التكنولوجية والتفاف الجيل الجديد نحو وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد للكتاب المطبوع أهمية عند شريحة كبيرة من الطلاب، ولكن بفضل تحدي القراءة العربي، سيعيد الطالب اكتشاف نفسه وسيعتاد على رائحة الأوراق وملمسها، لاسيما وأن التحدي نفض الغبار عن المكتبات في وطننا العربي. الطالب محمود حالة استثنائية بسؤالها عن الحالات الاستثنائية الفريدة ضمن التصفيات النهائية للتحدي على مستوى الدولة، قالت المحكمة ولاء محمد: استحوذت حالة الطالب محمود عبداللطيف من مدرسة الأنصار العالمية في الشارقة، على اهتمامي، فعلى الرغم من إعاقته، وتوقعاتي بأن يكون خائفاً وقلقاً ومتوتراً، إلا أنه خاض الاختبار بوجه مبتسم وثقة كبيرة، ولدى إجابته عن سؤالي الأول بشكل صحيح، وذلك عبر كتابة الإجابة على الورقة بحركة يد بطيئة ودون أخطاء إملائية، شعرت أنني أمام طفل عبقري، لا سيما وأن أفكاره وأسلوبه في صياغة هذه الأفكار والتعبير عنها كان في غاية الترابط والتناسق والوضوح. البيان التقت هالة تنيرة، والدة الطالب محمود عبداللطيف (11 عاماً) من مدرسة الأنصار العالمية في الشارقة، للحديث عن تجربتها في تحدي القراءة العربي، وقالت: تحدي القراءة العربي لم يشعل المنافسة بين المدارس والطلبة فقط، بل أوقدها أيضاً بين أولياء الأمور للارتقاء بمستوى أبنائهم ودعمهم للتأهل إلى التصفيات النهائية، وبالنسبة لي فقد قررت تحدي نفسي أولاً وتشجيع ابني محمود على تحدي إعاقته. وحول الصعوبات التي واجهتها، أوضحت أنها بذلت مجهوداً كبيراً لتسجيله في المدرسة، وقالت: يعاني محمود من مرض وراثي لم يؤثر ولله الحمد على عقله، وحسب تقارير الأطباء فإنه شديد الذكاء ويتمتع بقدرات رائعة، على الرغم من أنه عاجز عن النطق والمشي والوقوف كما أن لديه ضعفاً كبيراً في الأكتاف واليدين وحركة الأصابع. وأضافت: يتمتع محمود بالقدرة السريعة على الحفظ، وقد كنت أقرأ له القصص وأشرح له تفاصيلها كما كان يتفاعل معي بأسلوب رائع. أسئلة رأفت محمود، من مدرسة أبوظبي للتعليم الثانوي، أكد لـالبيان أن تحدي القراءة العربي نشر ثقافة القراءة في المجتمعات العربية بأسلوب متميز، وقال: أثرى التحدي مضمون الحوارات والنقاشات بين أفراد المجتمع، حيث أصبح هناك ولي أمر يسأل المعلم عن الكتب التي تناسب عمره ابنه، كما أصبح هناك طالب يسأل زميله عن القصص التي قرأها أخيراً، وهذا شيء مبهر.

مشاركة :