حبيب الصايغ: لنا رؤيتنا المختلفة ولا نقبل تصويرنا على أننا ضد الشعب السوري

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ردت الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب على الاتهامات الموجهة إليها من قبل اتحاد الكتاب العرب في سوريا، بخصوص بيانها الذي أصدرته في وقت سابق حول حلب وما حل بها من دمار نتيجة الصراع القائم في سوريا، وقد تضمنت اتهامات اتحاد كتاب سوريا عبارات غير مسؤولة بحق الأمانة العامة وبحق الاتحادات والروابط والجمعيات والأسر المنضوية في إطار الاتحاد العام بوجود إرادات سياسية توجهها، وبأنها مطالبة بالاعتذار إلى الشعب السوري على ما صدر عنها من أكاذيب وأضاليل، بحسب ما ورد في بيان الاتحاد السوري. وجاء في تصريح لحبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: إن الأمانة العامة للاتحاد فوجئت بالبيان الذي أصدره اتحاد الكتَّاب السوريين؛ والذي يشير إلى أن الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب تتهم الجيش السوري بقصف المدنيين والعزل في مدينة حلب، مطالباً بسحب الأمانة العامة لبيانها والاعتذار من الشعب السوري! كما فوجئت بأن اتحاد سوريا نشر بيانه في وسائل الإعلام وعبر وكالة الأنباء السورية الرسمية. وأضاف الصايغ: يهم الأمانة العامة للاتحاد العام الإشارة ههنا، حرصاً منها على وحدة الصف وسلامة الموقف، إلى أن البيان الذي أصدرته بشأن ما يحصل في مدينة حلب وما يعانيه أهلها من خسائر في الأرواح والماديات يأتي، وكما يرد بحرفيته في البيان، نتيجة صراع لا يراعي حرمة الدم، ولا حق المدنيين العزل في حياة آمنة، فضلاً عن أن استمرار القصف والقتل والتدمير طوال السنوات الخمس الماضية، لم ينتج عنه حل للمشكل القائم، بل زاد الأوضاع اشتعالاً، وهي مرشحة لمزيد من التصعيد، للأسف الشديد. لقد طالبت الأمانة العامّة، وفقاً لبيانها هذا، وبالحرف الواحد، جميع الأطراف الداخلة في هذا الصراع، بغض النَّظر عن أي صفة أخرى لها، بالاحتكام لصوت العقل والحكمة، وتغليب مصلحة الشعب السوري وأمنه واستقراره، كما أن الأمانة العامة أوضحت في بيانها هذا، وما برحت تؤكَد، أنها ضد كل الأعمال التي تتنافى وحق الإنسان في الأمن وفي العيش الكريم، وتقلل من قدره ولا تعبأ بحياته؛ كما أشارت بجلاء، ومن دون أي لبس، إلى أنها ليست طرفاً في المعادلة الداخلية السورية بتعقيداتها التي يعلمها السوريون أكثر من غيرهم، ولكن تنتابها مشاعر الاشمئزاز والغضب البالغين، جراء استهداف الأبرياء وقتلهم، مهما كانت الأسباب والمسببات. ولذلك فالأمانة العامة للاتحاد ليس من أهدافها الحكم على مواقف الأطراف المتصارعة في هذا العراك الطويل والممتد، بقدر ما تهتم بالحفاظ على حياة الآمنين وعدم توجيه الرصاص إلى صدورهم، بزعم أن الهدف أسمى وأنبل من وجودهم أحياء! وفي سبيل هذا تتوقع أن يصيبها شظايا قذائف المتقاتلين جميعاً على السواء، الذين لا يقبل أي منهم إلا انحيازاً كاملاً لموقفه، وتخطيئاً كاملاً لمواقف خصومه. وختم حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالقول: وبناء عليه، فإنَّنا في الأمانة العامّة للاتحاد العام للأدباء والكتَّاب العرب، لا نقبل تصويرنا على أننا ضد الشعب السوري لأن لنا رؤيتنا المختلفة مثلاً، ثم إننا نطالب باحترام الاختلاف في فضاء الحوار الإيجابي، لأن عدم احترام الاختلاف هو ما أوصل سوريا وعدة بلدان عربية إلى أوضاع مأساوية باتت تهددها حتى في مسألة وجودها. كما تهيب الأمانة العامة بالزَميل العزيز رئيس اتحاد الكتاب السوريين أن يعيد قراءة بيانها جيداً بعيداً عن أي انفعال آني، أو موقف سياسي مسبق، وبرؤية تراعي حق الإنسان في الوجود والحياة والعيش الكريم، هذا الحق الذي ضمنته الأديان السماوية ونادت به شرعة الأمم المتحدة وتعاهدت عليه هيئات المجتمع في مختلف أصقاع الأرض، كما تلاقت عليه الاتحادات والروابط والجمعيات التي يتشكل منها الاتحاد العام للأدباء، ومن بينها اتحاد الكتاب السوريين، فضلاً عن أننا نتبنى داخل الاتحاد العام نهجاً عاماً يتيح الاختلاف بما هو حق، واحترام الاختلاف بما هو حق مضاعف، فهذا اتحاد عام متعدد الأطراف، فلا يمكن إلا أن يكون متعدد الرؤى ضمن غايته الكبرى، خدمة الإنسان العربي والثقافة العربية. ..ويثمن الجهود لتوحيد كتاب فلسطين تحت راية واحدة من جهة أخرى ثمن حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الجهود التي قام بها الاتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين، سواء في الداخل الفلسطيني أو في الشتات من أجل توحيدهم تحت راية اتحاد واحد يمثل المشهد الأدبي الفلسطيني بكل تنوعاته وأماكنه بعد أربعين عاماً من الانقسام. وقال الصايغ في بيان أصدرته الأمانة العامة للاتحاد: لقد تابعنا بالكثير من السرور الاتفاق الذي تم التوصل إليه بفرز الأدباء والكتاب عن الصحفيين بالنسبة لاتحاد الشتات، وإطلاق اسم الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين على الكيان المؤسسي كله، تمهيداً لعقد مؤتمر عام للاتحاد العام في الوطن والشتات. وأضاف، أن هذه الجهود المحمودة والمشكورة تأتي ضمن قرارات المكتب الدائم والمؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والتي تهدف إلى توحيد المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني كجزء أصيل من توحيد المشهد الأدبي والثقافي العربي، استناداً إلى ما تمثله فلسطين من مكانة في الفعل العربي كدولة محورية تربط المشرق العربي بالمغرب العربي، وكقضية محورية توحد العرب جميعاً بما تمثله من حق وعدل واضحين. ووجه الصايغ في البيان التحية إلى الأدباء والكتاب الفلسطينيين في الداخل والشتات وداخل حدود 1948 على السواء، حيث حملوا قضية وطنهم على عاتقهم منذ الاحتلال الصهيوني حتى اليوم، بما أنتجوه من إبداعات راقية وملتزمة في الشعر والقصة والرواية والمسرح وسائر الفنون والآداب الأخرى. وختم حبيب الصايغ بالقول إن هذا التوحيد يؤكد أن الثقافة الفلسطينية موحَّدة وموحِّدة تؤسس لثقافة مقاومة راسخة تليق بفلسطين وبمثقفيها ومبدعيها الكبار، الذين شكلوا رافداً مهماً لا يستهان به من المشهد الثقافي العربي في كل فروع المعرفة الإنسانية وكل مناحي الإبداع الأدبي والثقافي.

مشاركة :