الساخرون من نظرية المؤامرة

  • 5/21/2016
  • 00:00
  • 44
  • 0
  • 0
news-picture

ظهر هذا المصطلح للمرة الأولى في العالم بداية القرن العشرين، ثم أخذ زخما إعلاميا في الخمسينات والستينات الميلادية، حتى أضيف إلى قاموس أكسفورد عام 1997. ترتكز النظرية على ربط سلسلة من الأحداث العالمية المختلفة ببعض، ويتم التشكيك فيها ومحاولة إيجاد الهدف الحقيقي الخفي وراءها. طرفا المعادلة هما الشعوب وأصحاب والنفوذ، وربما يزعم بعضهم أن الحكومات أيضا جزء من اللعبة. هناك من يبالغ في الإيمان بهذه النظرية لدرجة أنه يفسر كل الأحداث التي نعيشها، أنها جزء من نظرية المؤامرة، وأن كل شيء مخطط له بدقة وعناية. وهناك من لا يؤمن بها مطلقا، ويعدّها مجرد أوهام لتبرير الضعف والهوان. وبعيدا عن صحة نظرية المؤامرة من عدمها، فلو عدنا إلى الماضي لوجدنا أن التيار الإسلامي، خصوصا فكر الصحوة، هوأكثر من تبنى نظرية المؤامرة، وفي المقابل كان التيار الليبرالي يتهكم ويسخر من هذه النظرية، ولكن بعد أحداث الربيع العربي انقلبت الموازين، وأصبح كثير من الليبراليين مؤمنين بنظرية المؤامرة، ويرددون عبارات مثل: إننا مستهدفون في وطننا وفي أمننا وفي حياتنا، وإن كل ما يحصل حولنا مخطط له. الذي كان يسخر من التيار الإسلامي لتبنيه نظرية المؤامرة، آمن فيها بعد أكثر من عشرين سنة! وتغيرت العبارة من "نحن مستهدفون في ديننا" إلى "نحن مستهدفون في وطننا". بغض النظر هل نحن فعلا ضحية لمخطط خفي أم لا، فمربط الفرس أن من كان يتهكم ويسخر من نظرية المؤامرة لعقود أصبح مؤمنا بها، ويعتقد أن الناس نسوا، وأن الزمن أنساهم مواقفه من هذه النظرية. فإذا كنت الآن مؤمنا حقا بنظرية المؤامرة بعد كل هذه السنين، فهل تستطيع الاعتراف بأن التيار الديني وفكر الصحوة تحديدا كان أوسع منك أفقا وقراءة للمستقبل على الأقل في هذه الجزئية؟ اسأل هذا السؤال ليس دفاعا عن الصحوة بقدر ما هو تعجب من تقلب الأحوال.

مشاركة :