ترتبط الكاتبة السورية لينا هويان الحسن بمكتبتها التي كونتها منذ الصغر، ومن ثم كان حرصها على نقل هذه المكتبة الضخمة على مدار 4 سنوات إلى عالمها الجديد في بيروت، لتعترف بأنها بخيلة فيما يتعلق بإعارة كتبها خشيةً من عدم رجوعها إليها مرة أخرى. } كيف كوّنت مكتبتك؟ بذرة مكتبتي، كانت بضعة كتب لأبي، بعضها تاريخي والقليل منها أدبي، ربما لهذا كتبت الروايات المطعمة بالكثير من التاريخ. مع الوقت كبرت المكتبة وتنوعت، ودخلت كتيبات الشعر وكتب الفلسفة، بحكم دراستي الجامعية. النتيجة أنني امتلكت مكتبة متنوعة وضخمة، واستغرقني نقلها إلى منزلي في بيروت حوالي أربع سنوات، أردت لكتبي أن تكون بجانبي في عالمي الجديد وحياتي التي تغيرت فجأة. } ما أهم المجالات التي تتضمنها مكتبتك؟ التاريخ والفلسفة، مجموعة ول ديو رانت، احتلت أول رفوف مكتبتي، وتبعها كتب كثيرة متعلقة بالتاريخ، وللفلسفة حصة كبيرة من مكتبتي، مثلاً مؤلفات نيتشه الكاملة، مرسيا الياد، كلود ليفي شتراوس. ومجموعة متنوعة من الروايات العالمية الكلاسيكية. } هل تحرصين على إعادة قراءة كل ما تحتويه هذه المكتبة أم أنّ الوقت يقف عائقاً؟ من عاداتي أنني أعود لتصفح كتب كثيرة لغايات مختلفة، إما لإعادة قراءة، للتأكد من معلومة ما، أو لمجرد متعة إعادة القراءة، كل وقتي هو ملك إما للقراءة أو الكتابة. } هل يوجد لمكتبتك زوار آخرون غيرك وهل تسمحين بإعارة بعض كتبها للأصدقاء؟ وضعتها بعيداً عن أعين الزوار، تجنباً لإحراجات الإعارة، فهل سمعت أن هنالك من استعار كتاباً وأعاده؟ أعترف بأنني بخيلة فيما يتعلق بكتبي، أحرص على عدم نقصانها، قلما أعير أحداً من كتبها. } هل تذكرين أول كتاب قمت بقراءته أو ساهم في تشكيل وعيك؟ لا أتذكر أول كتاب، لكنني لم أنسَ قط كتاب ليرمنتوف بطل من هذا الزمان، شخصية بتشورين النرجسية انغرست في وجداني ولم أنسها قط، أهم الكتب هي التي تساعدك على فهم عيوبك التي خلقت معك، بالعموم تأثرت بالأدب الروسي مبكراً، واستمتعت بتلك العوالم الصقيعية والثلجية المزدانة بأشجار البتولا التي نقلها الأدب الروسي للعالم. } متى تلقي لينا هويان الحسن بالكتاب جانباً وترفض استكمال قراءته؟ أعطي أي كتاب فرصة إلى حد الصفحة الخامسة، بعدها إما أن يأخذني معه برحلته حتى النهاية أو أنه يفشل وأهرب أنا. } هل تقلص جمهور الكتاب الورقي بظهور قرينه الإلكتروني؟ هذا تحصيل حاصل في ظل التطور التكنولوجي الذي بالكاد نلحق بعجلته، إذ ما كان للكتاب الورقي بعض الحظوة حالياً فإنها غالباً ستتلاشى مع الوقت. شخصياً أنا من عشاق الورق، لكنني لم أعد أزاول عادة الكتابة على الورق، كلما فكرت بالكتابة، فتحت اللاب توب، وبدأت بالنقر على الكيبورد، لم نعد نكتب بالقلم، إنما نقوم بالنقر لتخرج الكلمات. } أي من الشخصيات تفضلين دخول مكتبتها والتعرف إلى محتوياتها؟ لا بد أن للفضول إزاء مكتبات الآخرين حصته من أسباب اقترابنا من كتب غيرنا ومكتباتهم، شخصياً أبحث عما ينقص مكتبتي في مكتبات الآخرين، وكل المكتبات القديمة، أي المكتبات التي لها ماضيها وتراكمها تشكل لي حالة إغواء حقيقية، مثلاً عندي ولع بالمجلات المصورة القديمة، وكثيراً ما أجول في أسواق الأنتيك في بيروت بحثاً عن مثل هذه الأشياء.
مشاركة :