السلام في سوريا يمر عبر بوابات موسكو

  • 5/23/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قارب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحقيقة، عندما أشار في تصريح له في مارس الماضي إلى أن الجزء الأساسي من القوات الروسية يمكنه مغادرة سوريا لأن مهمته هناك قد انتهت. ولا تبدو روسيا اليوم مجرد قوة إقليمية كما أطلق عليها الرئيس الأميركي باراك أوباما. وأي طريق إلى السلام في سوريا يمر عبر موسكو. وكتب فاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية يقول في مقال حديث: روسيا والولايات المتحدة وحدهما في وضع يتيح لهما وقف الحرب في سوريا، حتى لو كانت لهما مصالح سياسية وأهداف مختلفة. غير أن الشيء الغريب بشأن انسحاب روسيا هو أنه لم يحدث بعد. ولترك سوريا يجب التخلي عن النفوذ الروسي وتسليم سوريا إلى حليف سوريا الآخر، إيران. وعوضاً عن سحب قواته من البلاد قام بوتين بإعادة تمركزها. تفجيرات هائلة وقال ديمتري غورنبيرغ، الخبير في القوات الروسية المسلحة: إعلان مارس الماضي كان طريقا لتصور الماضي على أنه وضع دائم، بدلاً من كونه مهمة خاصة. واستعادت روسيا مجموعة محدودة من الطائرات، في إشارة إلى أن لا يأخذ الأسد الأمر على أنه مسلم به. لكن حضورها البري في سوريا يظل مكثفاً. قاعدة الحميم بالقرب من مرفأ اللاذقية تمتلئ بالطائرات المقاتلة والقاذفات التي تقلع منها. ووصلت طائرات هيلوكوبتر هجومية جديدة للمساعدة. ولا تزال صواريخ إس-400 المقاتلة في محيط الدفاع الجوي في شرق المتوسط، وتكبح جماح حلف شمالي الأطلسي ناتو أيضا. وبإلقاء نظرة على القوات السورية يمكن معرفة الفرق. القوات الروسية مجهزة بشكل جيد وتوصف بالمنضبطة، والسوريون لا يتمتعون بهذه الصفة. وقد استكمل الأسد قواته بأعضاء من حزب الله اللبناني ومن القوات شبه العسكرية الأجنبية والبلطجية. وعلى النقاط السورية لايزال أشخاص غير نظاميين يراقبون الوضع هناك. وكانت حملة التفجيرات الأخيرة هائلة، إلا أن روسيا فعلت شيئا آخر. فتدمر التي استعيدت من تحت قبضة تنظيم داعش، أخيرا، تستضيف الآن قواعد روسية صغيرة الآن، وتنخرط القوات الروسية الخاصة في الاستخبارات وعمليات الاستهداف، كما يتولى المدربون تدريب نظرائهم السوريين. السياسات المحلية المسؤولون الروس يخوضون في السياسات المحلية، ويتوسطون في عمليات وقف إطلاق النار. الروس هنا باقون لأمد طويل. وقد أطر بوتين تدخله في سوريا بالمعركة بين الخير والشر. وفي الحقيقة، عادة ما استهدفت القوات السورية والروسية المقاتلين المعتدلين واصفة إياهم بالمتطرفين. ولطالما كانت خطط الأسد ترمي إلى اقناع العالم بأن الأسد يقاتل الثوار بدلاً من مواطنيه. ومن خلال تعرضه للمعتدلين دفع ببعض مواطنيه إلى أيدي المتطرفين. ويقلق بعض مؤيدي الأسد من سيطرة روسيا المتنامية على البلاد. ويرى الغرب أن المحادثات الروسية بشأن قتال الإرهابيين غطاء لدعم نظام بشار الأسد الاستبدادي.

مشاركة :