علاقة تكامل بين التقليدي والحديث - عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع

  • 1/19/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عاش الإعلام التقليدي سنوات يرفل في حلل السعادة والهناء متسيداً الساحة بلا منازع، لا نشاهد سوى التلفزيون المحلي في بث محدد، ثم تعددت وتنوعت القنوات، وفي الإعلام المسموع اقتصر سماعنا على أجهزة المذياع وما توصله لنا من إذاعات محلية وخارجية. الإعلام المكتوب لم يكن بأحسن حال حيث كانت حالات القراءة والاطلاع محصورة فيما يقع بين أيدينا من صحف ومجلات محلية أو خارجية. استمرت الحال على ما هي عليه والكل قانع بما كُتب له ولا يعلم ماذا يخبئ له المستقبل من نقلات وتنوع في المصادر كفيلة بتعديل المسار وتغييره على نحو قد يهدد الإعلام التقليدي بكل قوة. اليوم، خرج المارد من القمقم، وامتدت موجة التغيير في كل مناحي الإعلام وتخصصاته، وحتى العاملين فيه . في الإعلام المرئي لم تعد نوافذ المشاهدة محصورة فيما تبثه القنوات التلفزيونية التقليدية وإنما امتد الأمر ليشمل قنوات (يوتيوبية) وبرامج متعددة يقدمها محترمون في الإنتاج الإلكتروني حظيت منتجاتهم بقدرٍ كبير من الاستقطاب والمشاهدة وأصبحت أعداد المتابعين بالملايين. الإذاعة هي الأخرى باتت تعاني من مقاطع صوتية في اليوتيوب، كما تعاني أيضا من إذاعات إلكترونية تحمل في طيات برامجها مواضيع دينية واجتماعية وأدبية منافسة . الصحف الإلكترونية أبت إلا أن تضع بصمتها في عالم الصحافة وتستقطب شرائح كبيرة من القُرّاء عبر ما تقدمه في بث متواصل ومتفاعل لآخر الأحداث والأخبار السياسية والاجتماعية. وقد تنوعت هذه الصحف بين المؤسسي والفردي وتفاوتت مستوياتها، مثلها مثل الصحف الورقية. وفي سبيل مواجهة هذه الموجة القوية من التغيير، هل من سبيل للتكامل بين وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية الحديثة ؟ هناك سبل أعتقد أنها يمكن أن تؤسس لعلاقة تكامل لا تقاطع بين التقليدي والحديث في الإعلام . في التلفزيون يمكن للقنوات أن تفتح مصراعيها لتعاون كبير بينها وبين نشطاء اليوتيوب والقنوات (الإنترنتية) لعرض منتجاتهم عبر الشاشة والتعريف بهم بما يحقق لهم الانتشار، وفي الوقت نفسه يثري القنوات التقليدية بمواد تحظى بقبول ومتابعة كبيرة . كما يمكن الاستفادة من الكوادر العاملة في الإعلام الإلكتروني في تقديم أفكار برامجية وإنتاجية كفيلة بأن تثري الشاشة التلفزيونية وتحقق لها قدرا من التميز والجاذبية . الإعلام المسموع حالته مشابهة للإعلام المرئي من حيث إمكانية التنويع والاستقطاب للكفاءات، أما الإعلام المكتوب والصحف الإلكترونية فإنه يمكن التفكير في شراكات مؤسسية بين بعض الصحف الورقية والإلكترونية لتبادل المنافع من حيث الأخبار والتحقيقات، كما يمكن تبادل نشر الكثير من المقالات واستقطاب الأقلام المؤثرة ممن تحظى كتاباتهم بقدر واسع من الاهتمام والمتابعة. إنها خارطة طريق طويلة لابد من رسم واضح لمعالمها وقناعة بخط سيرها ومراحل تحركها، ومتى ما وُجدت القناعة لدى رجال الإعلام التقليدي والحديث لا شك أن النتائج ستكون فاعلة ويحظى بنفعها الجميع..

مشاركة :