بين الإشاعة والصمت - عبدالرحمن بن عبدالعزيز الهزاع

  • 4/5/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

حتى قبل أن يعرف الإنسان وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كانت هناك حالات وشواهد كثيرة على نقل الأقوال والتعليق على الأحداث وفق رؤىً ومعطيات كثيرة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها تجانب الحقيقة والصواب. تلك الممارسات، بدون شك، ألقت بظلالها وتركت الأثر السيىء كونها مخالفة للحقيقة. في هذا الجو المعتم نجد الإشاعة تتسلل وتأخذ طريقها صوب جسد الأمة وتبدأ النخر فيه إلى أن يضعف هذا الجسد ويَهِن في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى القوة والتماسك. اليوم نعيش أجواء حرب ضد المعتدين والمخالفين للشرعية من الحوثيين وأتباعهم. هذه الأجواء أقل ما يتوجب علينا فيها أن نكون سندا لأمتنا بكل ما نملك من أسلحة وعتاد بما في ذلك سلاح (الكلمة) الذي قد يكون أشد مضاء وفتكا. (الكلمة) بمعناها الشامل، مرئية أو مسموعة أو مقروءة الطريق أمامها ممهد لسرعة الانتشار، وبالتالي التأثير. العدو يتربص بنا من كل زاوية ويسعى إلى الاستفادة واستغلال كل منفذ ليلج منه ويفت في عضدنا، وهو يدرك تماما كيف أن (الإشاعة) باستخدام الكلمة أسلوب مؤثر وسريع الانتشار داخل المجتمعات على اختلاف ثقافاتها وتوجهاتها. (الإشاعة) ليست بالضرورة أن تكون في مسرح العمليات العسكرية، ولكنها تمتد لتشمل كل مناحي الحياة، ومن هنا كان لزاما علينا أن لا نفتح أي ثغرة يمكن أن يلج منها المعتدي. الحديث عن السلبيات في أي منحى ومحاولة الحط من قدر الآخرين يجعل المتصفح للوسيلة الإعلامية ينشغل بتوافه نحن في غنى عنها، وما بالك إذا كانت هذه التوافه لا تمت للحقيقة بصلة فمن المؤكد أن النتيجة السلبية ستكون أكثر أثرا وأكثر وقعا في تركيبة المجتمع ورجالاته. نحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى أن نثبت للآخرين، وخاصة الأعداء والمتربصين، أن بلادنا وشعبنا يترجم صورة واقعية لأمة متكاملة من كل الجوانب. دعونا نبتعد عن القيل والقال والإصدار والترويج لإشاعات وأكاذيب لا أساس لها، وكل ما سنجنيه هو إشغال الرأي العام بها وصرفهم عن الحديث عن اللحمة والوطنية وإحقاق الحق، مع ضرورة الحفاظ على التوازن في العرض والطرح بما يُصلح المسار ولا يشغل بال الأمة بأمور يستفيد العدو بانشغالنا بها على حساب السكوت عنه. إذا لم يكن لدى الواحد منا السبيل إلى التأكد من صحة ما سيتحدث عنه فإن الخيار الأمثل هو الصمت، فالصمت حكمة. من يعادينا يتحين الفرص للنيل منا وإسعاد من يسيرون في ركبه، وهؤلاء بلا شك يدركون تمام الإدراك أن هناك من ضعاف النفوس والجهلة من ينجرف وراء الإشاعات والأقاويل الكاذبة، وبالتالي نجدهم يستغلون كل صغيرة وكبيرة لبيان أنهم منتصرون، ولعل بعضكم اطلع على تغريدة لأحد الحوثيين يقول فيها "إن تعليق الدراسة في الرياض ليس بسبب الغبار، والحقيقة أن صواريخ أنصار الله وإيران دكتها دكا" مثل هذا الكلام وإن كنا ندرك كذبه وبطلانه إلا أن هناك بعض الآذان المريضة التي قد تصغي إليه. إننا مطالبون بالصمود والوحدة وتسخير كل الإمكانات للوقوف مع قيادتنا وأبطالنا في الميدان والابتعاد عن السير وكتابة وقول كل ما فيه النيل منا وإظهارنا كأمة تجتاحها رياح الفرقة من كل حدب وصوب.

مشاركة :