إطلاق دولة الإمارات العربية المتحدة سياستها الوطنية للقراءة للأعوام العشرة المقبلة، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والتي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تعزيز للسياسة المعلنة والتي تحشد لتنفيذها كل الإمكانيات، وهي بناء إنسان إماراتي متميز في كل شيء، والأكثر إلحاحاً قدرته على قيادة دفة مسيرة البناء والتنمية مستقبلاً، في ظل أهداف وتطلعات كبيرة، في طليعتها الوصول إلى الطليعة ذاتها والتربع فيها بالطول والعرض، بحيث تكون البلاد دائماً رقماً فاعلاً في الخريطة الكونية. الإنسان الطليعي القيادي لا يولد هكذا بالفطرة، بل هو مجموعة مكتسبات تفاعلت لتمهد الطريق أمام تحقيق الأهداف بأرقى صور العمل وأفضل النتائج، وهذه معادلة تتطلب أن يكون الطرف الفاعل فيها إنساناً عصرياً بمعنى الكلمة، يعايش إنجازات العلم لحظة بلحظة، ويكون عنصراً فاعلاً فيها، بقدر ما أسس من قاعدة علمية تصلح للانطلاق في فضاء العلم ورحابه اللا نهائية. والقراءة هي خير مصنع لبناء إنسان متميز القدرات، لديه الجديد دائماً، ويعشق الصفوف الأمامية، والأول منها له مكانة خاصة في نفسه، ليس تعالياً على الآخرين على الإطلاق، ولكنه نتاج طبيعي لجهد بنائي خارق للمألوف، وفرته القيادة الحكيمة للبلاد مؤمنة تماماً أن الثروة البشرية خير الثروات جميعها، وأفضلها، وأن الاستثمار في الإنسان يؤتي بأفضل الثمار. الشعب الذي يقرأ يكون في المقدمة باستمرار، وعينه على كل جديد، ويملك مفاتيح الحلول لأصعب الأزمات وأكثرها شدة، يعايش التغيرات المحيطة به ويطوعها لمصلحته وللإنسانية معه، وعندما تكون قراءاته طوعية، وناتجة عن حب في القراءة وعشق لمردوداتها، فإنه يكون قد وصل إلى المرام من قدرات علمية تساعده على رفع مستويات حياة أبنائه والآخرين أيضاً. وعندما تتحول القراءة الشعبية إلى هموم حكومية، تكون البشرى أن الجميع يستثمرون في الموقع الإنتاجي الصحيح، ذي المردود الإنتاجي العالي والمميز، الإنسان، الذي يتفاعل أيضاً فيتحول إلى قوة دافعة لمزيد من الإنجازات المتميزة، الطليعية، غير المسبوقة. عيوننا تشخص نحو كتاب يمكن لكل راغب فيه أن يمتلكه، فيزيد سعره على التكلفة قليلاً، ومادته سلسة، سهلة الفهم، وليست بحاجة إلى نظام تعليمي مصغر ليشرحه، ويوصل معلوماته إلى قرائه. الكتاب المنشود هو الذي يضيف لقارئه معلومات حيوية في بحور المعرفة المتجددة، بأسهل الطرق وأقل الإمكانيات، وبمفردات ومصطلحات مفهومة، وهو ما يجعل الطموح يتسع ليتحول كل المستثمرين في قطاعات تأليف الكتاب وطباعته وتوزيعه إلى أشباه متطوعين، كل سعادتهم أن يجد منتجهم من يحتضنه بحب. هشام صافي
مشاركة :