أهدى الرباعي الراعي للحوار في تونس، جائزة نوبل للسلام التي فاز بها العام الماضي، إلى متحف باردو الذي تعرض إلى هجوم إرهابي سقط ضحيته سياح أجانب وعنصر أمن تونسي العام الماضي، فيما دعا وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني إلى فتح المجال أمام مشاركة النساء التونسيات في الخدمة العسكرية دعماً لجهود الدولة في مكافحة الإرهاب. وقال الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل حسين العباسي (زعيم أكبر نقابة عمالية في البلاد) إن «الرباعي الراعي للحوار قرر إهداء جائزة نوبل للسلام للمتحف الوطني بباردو حتى يتم عرضها للعموم». وأضاف أن «جائزة نوبل للسلام هي ثمرة جهود الحوار الوطني الذي أشرف عليه الرباعي الراعي للحوار والذي توّج في ما بعد بكتابة دستور وإنجاز انتخابات»، معتبراً أن تقديمها إلى متحف باردو، الذي تعرض لهجوم مسلح العام الماضي، «هي رسالة بأن تونس السلام لا مكان فيها للإرهاب». وفاز رباعي الوساطة في الحوار الوطني بجائزة نوبل للسلام لعام 2015 لمساهمته في تحقيق الانتقال الديموقراطي وتجنيب البلاد خطر الانزلاق إلى حرب أهلية وانقسام شعبي، بعد 4 سنوات من الانتفاضة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وتوسطت منظمات «اتحاد الشغل» و»اتحاد رجال الأعمال» و»هيئة المحامين» و»رابطة حقوق الإنسان» بين الحكومة التي كانت تقودها حركة «النهضة» الإسلامية آنذاك ومعارضون لها طالبوها بالاستقالة عقب اغتيال الزعيمين المعارضين محمد البراهمي وشكري بلعيد، وأسفر الحوار الوطني عن تشكيل حكومة تكنوقراط أشرفت على تنظيم انتخابات العام 2014. إلى ذلك، كشفت السلطات التونسية عن مخزن يحتوي على عشرات الأسلحة والقاذفات وعيارات نارية في منطقة «بن قردان» جنوب شرقي البلاد، وذلك في إطار استكمال العمليات الأمنية التي انطلقت منذ عملية «المنيهلة» التي انطلقت في 11 أيار (مايو) الجاري. ونفذت وحدات الدرك التونسية عمليتين أمنيتين في محافظتي أريانة (شمال) وتطاوين (أقصى الجنوب) أسفرتا عن مقتل 3 مسلحين وتوقيف 16 آخرين أغلبهم مطلوب لدى السلطات التونسية في قضايا إرهابية. من جهته، اعتبر وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني أن «الوقت حان لمناقشة مشاركة النساء في الخدمة العسكرية، نظراً إلى التحديات الجديدة المطروحة أمام تونس والمتمثلة في الاعتداءات الإرهابية والصعوبات الاقتصادية».
مشاركة :