الملك يعالج مشروعات الطفرة الأولى - د.عبدالعزيز الجار الله

  • 5/28/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بلاغة القرآن الكريم توجز لنا الصورة وتمدنا بالأبعاد الكثيفة والمركزة، ففي أكثر من سورة جاء غور الماء، {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ} (30) سورة الملك هذه الآية الكريمة، هذه الآية الكريمة خاطبت قريشاً الواقعين في الدرع العربي ومياهم تعتمد على مخزون مياه الشقوق في الدرع العربي الذي يعتمد - بإذن الله - على مياه الأمطار التي تسقط مباشرة أو السيول المنقولة عبر الأودية والشعاب، وهي مياه عذبة، خلافاً للمياه الجوفية في قطاع الرصيف الرسوبي الذي تعتمد مياهه على الطبقات الحاملة للمياه وهي خزانات وفيرة تغور هي أيضاً لكن تتغذى من مصادر عدة منها الطبقات العابرة للحدود، والأغلب أن مياه الرسوبي غير عذبة كمياه الدرع العربي. قرار الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي أعلن عنه وزير المياه يوم الثلاثاء الماضي وفيه: موافقة الملك سلمان على إعفاء مزارعي مناطق الدرع العربي من سداد قروض صندوق التنمية الزراعية بسبب الجفاف، وعددهم بحسب ما ذكره مدير عام صندوق التنمية الزراعية منير السهلي (38700) إجمالي أرصدة القروض الزراعية التي تم إعفاؤها (مليار ومائتان واثنا عشر مليون ريال)، هذا القرار بإعفاء المزارعين والتي أوضح القرآن شدة غور المياه في منطقتهم وتأثيرها على الحياة العامة للمجتمعات تؤكد مدى اهتمام الملك سلمان والدولة في معالجة القضايا العامة والتي قد تكون عالقة ومؤثرة على اقتصاديات الأفراد. مشكلة فئة المزارعين في الدرع العربي نشأت نتيجة تراكمات عدة طبيعية جيولوجية وجفاف وحركة الأجيال وتغير في نمط التجارة، فكانت على النحو التالي: أولاً: كانت البداية قبل (35) سنة في الدورة الاقتصادية الأولى زمن التنمية الأولى. ثانياً: تم الإقراض للمزارعين في زمن كانت الدولة تعمل على مشروع الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي من بعض المحاصيل وبخاصة المحاصيل التقليدية التي لها سجل تاريخي في بيئات المملكة، وما زال التوجه لكنه تم تقنينه في مناطق وأنظمة ري مرشدة. ثالثاً: تغير خارطة المياه الجوفية حيث انخفض مستوى المياه لأعماق بعيدة جداً، وحالة الجفاف التي نمر بها في العديد من المناطق أثرت على المزارع فواجهت العطش حتى ماتت أشجارها وقل محصولها. رابعاً: نتيجة لندرة المياه في الدرع العربي تعرض المزارعون إلى خسائر مالية متراكمة، وأصبحوا مدانين لصندوق التنمية الزراعية والبنوك المحلية وقروض شخصية أدخلتهم في مشكلات مالية واجتماعية. خامساً: الذين تقدموا للحصول على قروض من صندوق التنمية الزراعية قبل أكثر من (35) سنة كانت أعمارهم في الأربعينات أو في النصف الثاني من العمر والآن هم في سن التقاعد، وغير قادرين على إدارة المزارع مع شح المياه. سادساً: تحولات حدثت على أنماط العمل الزراعي وتجارة السلع الزراعية وصاحبها تحولات في الأنظمة والقوانين لم تخدم المزارع المحلي بعد التوسع في الاستيراد من الخارج. هذه ليست مشكلة مشروعات مزارع الدرع العربي، أو مشروعات الزراعة لوحدها بل تشمل حتى مزارع القطاع الرسوبي -الهامش الرسوبي- والمشروعات الحيوانية والدواجن وغيرها.

مشاركة :