استؤنفت، أمس، في قصر بيان في الكويت، مشاورات السلام اليمنية، بعد تعليق الوفد الحكومي للمشاورات دام خمسة أيام، بسبب تعنت وفد ميليشيا الحوثي وصالح على المرجعيات، وتنصله من الاتفاقات السابقة، حيث عاد الوفد الحكومي للمشاورات بعد حصوله على ضمانات دولية، فيما قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن القوى الانقلابية التي ذهبنا للحوار والسلام معها جادين، لا تؤمن ولا تعرف لغة السلام والوئام طالما أن أهدافها إقصائية، وأجندتها خارجية. وفي التفاصيل، عقدت صباح أمس، جلسة عامة للوفدين، بحضور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وذلك بعد موافقة وفد الحكومة على العودة إلى طاولة المشاورات، عقب حصوله على ضمانات دولية مكتوبة من الأمين العام للأمم المتحدة، عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن، وهي تلك التي كان قد طالب بها الوفد في رسالة وجّهها الأسبوع الماضي إلى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والتي تضمنت ست نقاط محددة. عبد ربه منصور هادي: نثمّن دور الإمارات والسعودية في دعم بلادنا، ضمن جهود التحالف العربي، ونؤكد أن اليمن انتصر في معركة الوجود بتعاون ومساندة دول التحالف. وفي الجلسة العامة، أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس الوفد الحكومي عبدالملك المخلافي، بمناسبة اليوم الوطني 22 مايو، أن الوحدة اليمنية تعرضت لحربين عبثيتين، الأولى حرب علي عبدالله صالح في 1994، وحرب الحوثيين عام 2015، والتي شكلت تدميراً للنسيج الاجتماعي، وخلقت مسافات واسعة لن تردم بسهولة. وقال المخلافي «إن الوفد الحكومي عاد إلى المشاورات وكعادته برغبة جادة وصادقة للسلام، الذي ينشده أبناء الشعب اليمني لاسيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني، التي تسبب فيها الانقلاب على الشرعية والدولة»، مشيداً بالجهود الإقليمية والدولية التي بذلت ولاتزال تبذل لإحلال السلام في اليمن. وأضاف: «يأتي هذا الموقف بالعودة إلى المشاورات بعد أن تلقينا ضمانات مكتوبة، والتي ستشكل أرضية صلبة، وستعمل على ضبط مسار المشاورات وفقاً للأسس الثابتة»، مؤكداً أن «الوفد عاد مجدداً لصنع السلام للشعب اليمني وحرصه على تفويت الفرصة لمن يريد أن تستمر معاناة شعبنا من خلال تمسكه بالانقلاب». وأشار إلى أن الوفد سيبذل كل الجهود من اجل تحقيق السلام الذي يتوق له أبناء الشعب اليمني من صعدة حتى المهرة، داعياً الطرف الآخر إلى التمسك بفرصة السلام، والتخلي عن تعنته وعدم مبالاته بمعاناة الشعب، والحرص على السلام. ورفعت الجلسة العامة لتعقد جلسة على مستوى الـمندوبين الأربعة لكل وفد من الوفدين، بحضور المبعوث الأممي، حيث قرر المبعوث الأممي استمرار المشاورات غير المباشرة، في محاولة تحاول من خلالها الأمم المتحدة ردم الهوة التي صنعها الانقلابيون بتعنتهم، والتي هدّدت المشاورات بالفشل، ولاتزال. ومن أبرز نقاط الخلاف التي أفضت إلى تعليق وفد الحكومة مشاركته في المشاورات يوم الثلاثاء الماضي، قضايا استعادة مؤسسات الدولة، واستئناف الحوار السياسي، إلى جانب تنفيذ الترتيبات الأمنية الواردة في قرار مجلس الأمن، وفي مقدمتها الانسحاب وتسليم السلاح، بجانب الاعتراف الكامل بالشرعية. يذكر أن وفد الحكومة اليمنية علق يوم الثلاثاء الماضي مشاركته في المشاورات، احتجاجاً على رفض الحوثيين الالتزام بالمرجعيات والشرعية، والانسحاب وتسليم السلاح، بجانب التدابير الأمنية المتعلقة بها، خلافاً للالتزامات والمطالب التي فرضها عليهم قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وكان الرئيس هادي قد أعلن، أول من أمس، في الدوحة، موافقته على استئناف وفد الحكومة مشاركته في مشاورات السلام التي تستضيفها الكويت، بعد أن قدمت الأمم المتحدة ضماناً بالالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216. وأعلن الوفد الحكومي إلى مشاورات السلام العودة إلى جلسات المشاورات، حيث قال في بيان صحافي، الليلة قبل الماضية، «نؤكد للجميع أن الوفد الحكومي قد تلقى ضمانات دولية مكتوبة من الأمين العام للأمم المتحدة، عبر مبعوثه الخاص إلى اليمن، وهي تلك التي كان قد طالب بها الوفد في رسالة وجهها الأسبوع الماضي إلى المبعوث الأممي ولد الشيخ، والتي تضمنت ست نقاط محددة». من ناحية أخرى، التقى هادي، أمس، عدداً من الشخصيات السياسية والاجتماعية والشباب من أبناء محافظة تعز، بحضور مستشاره سلطان العتواني، وعدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وذلك بمناسبة الذكرى الـ26 لليوم الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو. وفي اللقاء، استعرض هادي صورة موجزة لجملة الأحداث والتغيرات التي يشهدها البلد على الصعيدين الميداني والسياسي، من خلال مشاورات الكويت، برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وقال «إن تلك القوى الانقلابية التي ذهبنا للحوار والسلام معها جادين، لا تؤمن ولا تعرف لغة السلام والوئام طالما أن أهدافها إقصائية، وأجندتها خارجية». وأشار هادي إلى المعاناة والتضحية التي قدمها اليمنيون في مختلف المحافظات، ومنها تعز «التي لاتزال تنزف جراء العمل الهمجي والحقد الدفين على هذه المحافظة الأبية الباسلة، لمكانتها ورمزيتها كمشعل للتنوير والتغيير والمدنية والوطنية الحقة، التي تتقاطع مع المشروع الطائفي». وقال: «ندرك المعاناة التي يئن من تبعاتها اليمنيون في معارك وساحات الدفاع عن الأرض والعرض، وكذلك الأمر يتكرر في معركة البناء والتنمية وعودة الخدمات الأساسية الملحة للمناطق الساحلية، التي تعيش أوضاعاً مأساوية أخرى ثمناً لتحريرها، بعد أن دمّر الانقلابيون خدماتها الأساسية». وأضاف: «لقد انتصر شعبنا في معركة الوجود أمام مشروع الكهنوت، بتعاون ومساندة دول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتلك الانتصارات محسوبة للجميع، باعتبارها تلبي مشروع وطموح السواد الأعظم». وأكد إيلاء تعز صدارة الأولويات، بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، وفي ظل توحيد اللحمة والمواقف والجهود للانتصار لقضايا الوطن العادلة. وطرح في اللقاء عدد من المطالب الملحّة والعاجلة التي تحتاج إليها تعز على أكثر من صعيد، منها ما يتصل بدعم وشحذ همم المقاومة والاهتمام بأوضاع الجرحى وأعمال الإغاثة وكسر الحصار.
مشاركة :