رفقاً بنا..!

  • 5/24/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ثمة فرق بين تصحيح وجهة التفكير وبعض المفاهيم الخاطئة في الطباع والأفكار والسلوكيات، وبين تعمد هدم الرموز والقيم فيما كان المجتمع عليه، وزعزعة الثقة فيما سيكون! فبعد هذا التطور والانفتاح ليس منطقياً هذا الزخم من النقد الموجَّه إلى المجتمع لما يقارب الخمسين عاماً المنصرمة، وإن سلَّمنا بوجود أخطاء سابقة في التطبيق كان مصدرها أيضاً شخصنة الإدراك، فإن هذا لا يبرر الهجوم الشرس على معظم المعتقدات والثوابت والمنطلقات الإسلامية. هؤلاء الذين يحاولون الانتقام لأنفسهم من تهميش دورهم في الماضي، وسوء الظن، الذين عانوا منه طويلاً، خلطوا الحابل بالنابل فنقموا، وسخطوا على التشدد والتعنت الذي سلبههم حقوقهم، ولكنهم في الحقيقة ما كانوا منصفين في كل «المنقود». من الطبيعي جداً أن ينافح كل مُعتنِقٍ عن معتقده، لكن المهم هو تحكيم جل الاختلافات حسبما تقتضيه هويتنا الإسلامية، فما قاله الله، ورسوله، صلى الله عليه سلم، هو المحك؛ فما بالنا نصنِّف أنفسنا وفق نظرة ضيقة على أساسها نتراشق التهم والنواقص؟! وما بال المسلمين أرباب قبلة الإسلام غيَّروا جلودهم واتخذوا أوطاناً غير وطنهم يظهرون عبر الشاشات يشتمون الماضي، ويبررون لأنفسهم ما يناسب مصالحهم الشخصية؟! نحن لا نريد أن نكون الشعب الوحيد الذي يهدم نفسه بيده، ويهزم مصدر قوته وهيبته عن طريق التشويه الإعلامي لدين عريق، قاد العالم نحو الحضارة التي أثمرت كل هذا التقدم العالمي بشهادة الجميع، ولا نريد أن نعالج الخطأ بالخطأ؛ فتضيع بينهما وسطيتنا التي تميزنا بها «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً». إن الثورة على الكنيسة في القرن الثامن عشر قامت لأسباب معقدة إلا أن تعنتها كان أحد الأسباب، لكن ديننا لم يتصف بالتطرف، أو الظلم حتى نشن عليه هذا الهجوم المبطن، فكيف ننتمي إليه ونشوِّه أهم ثوابته؟! نحن الآن في عصر البناء والرؤى وفي إمكاننا أن نتطور ونبني ونحقق شيئاً مختلفاً، وهذا لن يتم ونحن نشكِّك في البنى التحية لعملية البناء؛ لذا نأمل أن نكف عن الطعن في رموزنا، أو التقليل من شأنها، أو التقوقع في مسميات بغيضة وقاصرة.

مشاركة :