عبد القادر الجنابي: الشاعر ليس قوّاماً على الروح

  • 5/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد فرحات - بيروت ـ «الاتحاد الثقافي» منذ السبعينيات من القرن الفائت، وفي باريس، حوّل الشاعر عبد القادر الجنابي تجربته الشعرية إلى مؤسسة انقلابية، هي رهان مغامراتها الحرّة والمفارقة في لوحة الحداثة الشعرية العربية، ولا أبالغ إذا قلت العالمية، وخصوصاً بعد إصداره في العاصمة الفرنسية مجلة «الرغبة الإباحية» 1973.. ثم أعقبها بمجلة «النقطة» 1982.. ثم بمجلة «فراديس» 1991. وعلى الرغم من أن بعض النقاد والدارسين لمسار الحراك السوريالي العربي في الشعر والفن، أعتبره امتداداً طبيعياً، لفتوحات كل من الشاعر السوريالي المصري جورج حنين (1914 – 1973) والرسام السوريالي المصري رمسيس يونان (1913 – 1966)، إلاّ أن عبد القادر عرف كيف يستأنف بدء النشاط الشعري السوريالي العربي بأسئلة مغايرة وضاربة، فرضتها طبيعة التحوّلات الحضارية المعقدة نفسها على المستويين العربي والعالمي. كلما طالعته ــ يقول الشاعر أنسي الحاج ــ «وجدت الكلمات تعود من غربة وظائفها اليومية إلى أرض إمكاناتها الشعرية، تقوم من الموت وتدعونا معها إلى القيامة. هو الحياة، لا تقليد الحياة، والجذور معه تنبش، مقلوبة، تربتها بالرفض، وتعيد إخصابها بعد جفاف عصور، بمطر التمرّد الكريم». ويردف أنسي: «الزمن معه لا يمر: إنه يحفر في داخل كهف الحلم، منبجساً من تحت ماء نبع لا ينضب. هو نبع اللاوعي الأبعد غوراً من فجر الحياة، وكلما قرأتَ له، ألقى أحجاراً في برك لاوعيك. وهذا المحرّض للباطن والذي يقول إنه بلا ذاكرة، يملك أجمل الذاكرات، تلك التي أقبلت بلا برمجة، ورغم اكتنازها بالأطياف الحبيبة وتلك الرجيمة، بدت وكأن المستقبل صار وحده ماضيها. وحتى لو كرهتَ الكتابةَ، وبات العيش عندكَ هو توأم الفكر، تظلّ كتابته تثيرك، لأنها تقفز أبعد من «الكتابة»؛ ولأنه مهما أمعن في تقصّي الألفاظ واللعب بكيميائها، يظلّ خارج «الجثمان الأدبي»، وفي مهبّ ذاته الملتهبة بألف حريق: من نار الغربة الأهلية والوجودية إلى جحيم الحياة والموت». وعبد القادر الجنابي (البغدادي المولد - 1944 والفرنسيّ الإقامة الدائمة) يعرف أنه يغيّر ويتغيّر، ولذلك، كان ولا يزال، نتاج نفسه وبحّار نفسه في الرحلة الشعرية المفتوحة، التي يراها محرّرة دائماً من أي مونوبول أخلاقي أو مسبّقات إيديولوجية أو محمولات وظيفية بذاتها، اجتماعية أو سياسية أو ثقافية.. إلخ. فيقين الحقيقة الشعرية لديه، قائم في متنها، وفي محو هذر الكلام؛ وفي الصمت كسلّمٍ إلى الجوهر.. ومناسبة الشعر هي نفسه فقط، ما يتولّد منها ويرتدّ إليها. هنا حوار بانورامي معه، حاولنا خلاله ما أمكن، الوقوف على صندوق عجائبه واغتراباته وأحواله بعامة. ... المزيد

مشاركة :