إلحاح والدي اضطرني لاستكمال دراستي الجامعية

  • 5/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - محروس رسلان : تغيرت مسيرته المهنية من العمل في القطاع الصحي إلى التربوي بعد إصرار والده على إكمال دراسته الجامعية، ليبدأ قصة مع التحدي انتهت بحصوله على الدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف في المجال التربوي .. فقد عمل بوزارة الصحة موظفا بمكتب رئيس قسم التمريض بمستشفى الرميلة بعد حصوله على الشهادة الثانوية، ومع إلحاح والده الشديد عليه اضطر لاتخاذ قرار لاستكمال دراسته الجامعية مع احتفاظه بعمله، ليلتحق بكلية التربية بجامعة قطر ويدرس بنظام الساعات المسائية، حيث كان يقوم بثلاث مهام في اليوم الواحد، يداوم في الصباح حتى الواحدة والنصف، ويذهب للنادي من الثالثة حتى الخامسة، لأنه كان لاعبا لكرة القدم في نادي النهضة، ثم يحضر المحاضرات المسائية بالجامعة من السادسة حتى الثامنة مساء .. بدأ مسيرته في المجال التربوي معلما ثم وكيلا ثم مديرا لعدة مدارس بوزارة التربية والتعليم سابقا، وصولا لإدارته حاليا لمدارس الأندلس الخاصة .. يؤمن بأن الطلبة النوابغ يحتاجون إلى استشعار مبكر منذ مراحل التعليم الأولى لتطوير قدراتهم وتنمية مهاراتهم .. هو الخبير التربوي الدكتور سالم عبد الرحمن البكري التقيناه واستعرضنا معه قصة النجاح والتحدي وأهم المحطات في حياته العلمية والعملية .. وكان هذا الحوار: > في البداية .. ماذا عن المولد والنشأة؟ - ولدت في يناير عام 1965م في منطقة فريج عبد العزيز بالدوحة، والتحقت بمدرسة صلاح الدين الابتدائية للبنين ثم تم نقل جميع الطلاب جماعيا إلى مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية للبنين بالمنتزه، وانتقلت بعدها إلى المرحلة الإعدادية بمدرسة علي بن أبي طالب الإعدادية للبنين ومنها إلى مدرسة الاستقلال الثانوية للبنين والتي درست بها لعدة أشهر قبل الانتقال إلى مدرسة أحمد بن حنبل الثانوية للبنين .. وحصلت على الشهادة الثانوية في العام 1980 /1981م والتحقت في نفس العام للعمل بوزارة الصحة موظفا بمكتب رئيس قسم التمريض بمستشفى الرميلة. > اكتفيت بالوظيفة إذن؟ - لا .. بعد عام فقط من العمل وبسبب الإلحاح الشديد من والدي يرحمه الله اضطررت لاستكمال دراستي الجامعية مع احتفاظي بعملي في ظل تشجيع رئيسي في العمل الوالد عبد الرزاق الكبيسي. > وماذا عن الوجهة هذه المرة؟ - التحقت في العام 1982 / 1983م بكلية التربية بجامعة قطر ودرست بنظام الساعات المسائية، حيث كنت أعمل خلال الفترة الصباحية. > وكيف استطعت التوفيق بين العمل والدراسة؟ - هذه المرحلة كانت من أصعب مراحل حياتي لأنه كان لدي 3 مهام في ذلك الوقت على مدار اليوم .. الوظيفة والدراسة والنادي، وذلك لأنني كنت لاعب كرة قدم بنادي النهضة في ذلك الوقت .. قمت بتنظيم وقتي حيث كنت أنهي دوامي عند الواحدة والنصف ظهرا ثم أذهب للنادي من الثالثة حتى الخامسة، ثم التزم بحضور المحاضرات في الجامعة من السادسة حتى الثامنة مساء .. ونظرا لهذه الأعباء التي ألزمت نفسي بها اضطررت لإنهاء الدراسة الجامعية في 6 سنوات بدلا من 4 سنوات، حيث تخرجت في العام 1989/ 1990م بمعدل جيد، وبعد التخرج شعرت بلذة النجاح في ظل التحدي. > وهل توقف التحدي عند ذلك الحد؟ - دفعتني لذة التحدي إلى استكمال الدراسات العليا بعد انتقالي من وزارة الصحة للعمل معلما لمادة الاجتماعيات بوزارة التربية والتعليم، حيث باشرت مهام عملي كمعلم في مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية العام 1991/ 1992م. > وأين كانت وجهتك في الدراسات العليا؟ - رشحت في بعثة من قبل وزارة التربية والتعليم لاستكمال دراستي في مصر عام 1991م، وسافرت إلى القاهرة للدراسة في جامعة القاهرة ولكنني لم أستطع التكيف مع الوضع، حيث كنت في بداية زواجي، الأمر الذي اضطرني للعودة مرة أخرى إلى البلاد. وقررت بعد العودة استكمال الدرسات العليا في مجال التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة قطر، حيث حصلت على الدبلوم الخاص في العام 1994م، ثم بدأت التحضير لنيل الماجستير من جامعة القاهرة. وعدت إلى القاهرة مرة أخرى وقمت بالفعل بإعداد رسالة الماجستير تحت إشراف الدكتور عبد الفتاح جلال وحصلت عليها في العام 1996م بتقدير امتياز، وبعد الحصول على الماجستير، أعددت رسالة لنيل الدكتوراة بعنوان "التعليم الفني في دولة قطر .. دراسة مقارنة" ، وذلك تحت إشراف كل من الأستاذ الدكتور سامي نصار والأستاذ الدكتور عبد الفتاح جلال والأستاذ الدكتور محمد الشافعي، وحصلت عليها في العام 1999بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. > وماذا عن عملك بعد الدكتوراة؟ - خلال استكمال دراستي كنت على رأس عملي معلما بوزارة التعليم والتعليم العالي، وترقيت في عملي من معلم إلى وكيل لمدرسة الريان الجديد الابتدائية للبنين في العام 1994م، ثم وكيلا لمدرسة قطر الإعدادية للبنين لمدة عامين ثم عينت مديرا لمدرسة قطر الثانوية للبنين في العام 1997م، ثم مديرا لمدرسة الدوحة الثانوية للبنين، وفي العام الأكاديمي 1999/ 2000م تم اختياري للعمل مديرا لمدارس الأندلس الخاصة. > إذن كان للوالد يرحمه الله الدور الأبرز لوصولك إلى الدكتوراة؟ - بالفعل .. كان يرحمه الله ذا أثر كبير عليّ وكان شديدا جدا معي لأنني الابن الأكبر، وقد أدركت لاحقا مدى خوفه علي ورغبته في تفوقي ونجاحي، وقد تأثرت جدا بوفاته في العام 2009م، وسببت وفاته صدمة كبيرة لي ظلت وقتا طويلا حتى استوعبتها، حيث أحسست عند فقده أنني فقدت جزءا من نفسي. > وماذا تمثل الأسرة في حياتك .. وهل كانت حافزا أم عائقا أمام النجاح؟ - الأسرة والزواج غيرا كثيرا من ترتيبي لأولوياتي واهتماماتي، وفي الحقيقة كان الزواج حافزا بالنسبة لي لبذل المزيد من الجهد لتحقيق النجاح وتحمل المسؤولية. > وهل انقطعت الصلة برياضة كرة القدم؟ - انتهت علاقتي بكرة القدم فور الانتهاء من المرحلة الجامعية وكانت الرياضة تمثل مجالا مهما لتفريغ الطاقة، والإنسان يجد نفسه في ممارسة الرياضة. وقد كنا حريصين على ممارسة الرياضة قديما على الرغم من عدم وجود عائد منها، ولا شك في أنها كانت ولا تزال أحد المجالات المهمة لإبراز القدرات والمهارات. > وماذا عن موقع القراءة في جدول الاهتمامات؟ كنت أحب القراءة في الجوانب الأكاديمية خلال فترة الدراسات العليا، والآن تستهويني القراءة في مجال الأدب والشعر. > كخبير في مجال التربية الخاصة .. كيف يتم التعامل مع الطلاب الموهوبين من وجهة نظرك؟ - الطلبة النوابغ يحتاجون إلى استشعار مبكر منذ مراحل التعليم الأولى بحيث يتم إجراء دراسة لهؤلاء الطلاب للتعرف على قدراتهم وأسرار تميزهم "الذاكرة القوية، سرعة البديهة، الذكاء ، العقلية الحسابية" وذلك لوضع خطة نوعية لكل طالب حسب قدراته حتى يتم الاستفادة من هذه القدرات البشرية في المستقبل. > وبالنسبة للطلبة ذوي الإعاقات؟ - إذا كان الطالب المَعوق صاحب إعاقة يرجى علاجها يتم وضع برنامج علاجي له، وإذا كان صاحب إعاقة لا يرجى برؤها فعلينا الوصول به لأعلى مستوى يمكن الوصول إليه ثم دمجه بعد ذلك في المجتمع. > وإلى أين تتجه بوصلة التعليم الآن من وجهة نظرك؟ - أرى أن بوصلة التعليم الآن في الاتجاه الصحيح، وأغلب القرارات التعليمية التي تصدر حاليا جيدة وتحقق أهدافها.

مشاركة :