ما زال عدد كبير من الخريجات في رحلة بحث دائم عن أي فرصة عمل وقد مضى على البعض منهن عدة سنوات منذ التخرج. هنا مجموعة من خريجات الجبيل يروين معاناتهن من البطالة في ظل عدم توفر فرص عمل لهن حتى في المدارس الخاصة ورياض الأطفال. بداية تروي عبير الظفيري: ما زلت أبحث عن وظيفه منذ تخرجي قبل ست سنوات ولم يشفع لي تقدير (جيد جدا) الذي حصلت عليه، فلقد توجهنا مع أختي الى عدة مدارس خاصة ولكن للأسف كل مدرسة تطلب منا أن نترك أرقام هواتفنا ليتصلوا بنا عند الحاجة والمحزن في اﻷمر أن تلك المدارس تعج بالموظفات الأجنبيات من جنسيات مختلفة ونحن بنات الوطن لم نجد فرصة للعمل بها وما زلت أتساءل لم يفضلون اﻻجنبية على السعوديه؟ وأين دور وزارة العمل في توظيفنا نحن السعوديات في المدارس ورياض الأطفال الخاصة؟ ففرص العمل فيها كبيرة وقد سمعنا من قريباتنا ان كثيرا من المعلمات اﻻجنبيات هربن من مدارسهن لأنهن مقيمات بشكل غير نظامي ورغم ذلك يسعى أصحاب المدارس الخاصة لتصحيح أوضاعهن فيما نحرم نحن الفرصة. أما الخريجة أماني سليمان فتقول: تخرجت منذ 6 سنوات وما زلت أطرق الأبواب جاهدة تارة أعمل بالطبخ وتارة بنقش الحناء وتارة ببيع الحلوى في المنزل وذلك بعد أن تعبت من طرق أبواب العمل وﻻ عمل مناسبا لي سوى التعليم، حيث إني ربة منزل وزوجي ملتزم بكثير من الديون واضطررت للوقوف الى جانبه وأنسب وظيفة لي هي اﻻلتحاق بسلك التعليم وما زلت أنتظر الفرج وقد ساءني وجود فرص عمل بالمدارس الخاصة ورفض توظيف السعوديات بها، فعندما سمعت بذلك فرحت واتصلت بهم وبعد مشقة تمكنت من محادثة المديرة لتخبرني ان الوظائف المتاحة عبارة عن عاملات نظافة براتب 3000 ريال فقط ولحاجتي للعمل لم يكن أمامي خيار آخر رغم أني خريجة بكالوريوس دراسات إسلامية لكن زوجي رفض الوظيفة كوني أستحق أكثر وأفضل من هذه الوظيفة. وما يحز في نفسي ان أغلب المعلمات في تلك المدرسة الخاصة أجنبيات، بينما المطلوب عاملات نظافة سعوديات فهل هذه هي السعودة. ومن جهتها تقول السيدة لولوة محمد (بكالوريوس جغرافيا): نحن في منطقة نائية تبعد عن الجبيل 60 كلم وعندنا مدارس لأبنائنا وبناتنا والغريب في اﻷمر أن وزارة التعليم تجاهلت وجودنا كخريجات نسكن بالمنطقة ووظفت معلمات يأتين من الدمام والجبيل يوميا متجاهلة الخطر الذي يحدق بهن والضرر النفسي الذي نعيشه في إطار ذلك الخلل. وفي قصة سعاد الثنيان -معلمة رياضيات- أنها تعرضت لحادث عند عودتها من الدوام الى القطيف التي تبعد حوالي 200 كلم أصيبت على إثره بإصابات بالغة وأجريت لها عدة عمليات جراحية ونقلها فيما بعد من منطقة الخرسانيه إﻻ ان ذلك تم بعد فوات اﻷوان وبعد أن عانت من كسور وجراحات كانت في غنى عنها، ولهذا تطالب بالتوظيف في مناطق قريبة. وتستطرد في وصف معاناتها من عدم وجود فرصة عمل قائلة: كلما ذهبنا للعمل في مدارس خاصة أو رياض الأطفال نجد أن ﻻ فرصة لنا فيها، ففي إحدى المرات تقدمت للعمل في روضة خاصة وعند قدومي وجدت ان المديرة وافدة عربية فأغلقت الباب في وجهي وقالت الأمر ليس بيدي بل بيد مسؤولة التوجيه الخاص برياض الأطفال وليس لديهم فرص عمل مع أنني سمعت عن حاجتهن لموظفات إﻻ أنهن ما زلن يوظفن بنات جلدتهن ويتجاهلن حقوق السعوديات علما بأن السعودية تبحث عن أي وظيفة وترضى بالقليل، وذلك في ظل غياب الجهات المعنية. «عكاظ» تواصلت مع عيسى الحربي مدير تعليم الجبيل إﻻ أنه حولنا إلى المتحدث الإعلامي للمنطقة الشرقية خالد الحماد الذي لم يعلق على الموضوع رغم استفساراتنا المتكررة.
مشاركة :