الرياح .. وقود الطبيعة الذي لا ينضب

  • 5/31/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ينظر الاقتصاديون إلى "طاقة الرياح" على أنها الطاقة المستدامة التي لا تنضب، وصديقة البيئة، ويمكن لها مع بقية مصادر الطاقة المتجددة الإسهام في تقليل الاعتماد على النفط الذي لا يزال مصدرا للدخل الوطني في دول الخليج العربية، كون الرياح وسيلة فاعلة ضمن البدائل المتعلقة بالطاقة المتجددة رغم أن الاستفادة منها نادرا ما تقل أو تتوقف في حالة توقف حركة الرياح، كالطاقة الشمسية التي تتطلب سطوع الشمس طيلة وقت الاستخدام. وتتمتع طاقة الرياح بكثير من المميزات التي تؤهلها لأن تكون مصدرا مثاليا للطاقة في ظل تطوير الكثير من المولدات الكهربائية التي تدار بواسطة الهواء المتحرك، وأثبتت قدراتها التقنية في العمل المثمر دون الحاجة إلى صيانة مستمرة، وتعمل بشكل جيد على سرعات منخفضة للرياح. وفي السعودية ترصد مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة طاقة الرياح من خلال 40 برجا على ارتفاع 100 متر، موزعة في كل من: الرياض، وينبع، وحفر الباطن، وشرورة، والوجه، والجوف، وجدة، وطريف، ووضعت المملكة لطاقة الرياح تصورا ضمن إطار استخدام مصادر الطاقة المستهدفة حتى عام 2040م، وركزت عليها (رؤية المملكة العربية السعودية 2030). ومن المتوقع أن تنتج المملكة باستخدام طاقة الرياح بحلول عام 2030م (9 آلاف ميجاوات) من الطاقة الكهربائية، بينما يبلغ مجموع إنتاجها من القدرة الكهربائية المولدة حاليا نحو (60 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية)، إضافة إلى المأمول إنتاجه من الطاقات المتجددة الأخرى: الشمسية، والهيدروجينية، والنووية، والحيوية، والجيوحرارية، والمحولة من النفايات التي يجري عليها مركز تقنيات الطاقة المستدامة في جامعة الملك سعود العديد من الدراسات المخبرية والتطبيقية. ومن هذه الدراسات، دراسة أظهرت أن المملكة يوجد فيها مواقع تتمتع بسرعات جيدة من الرياح تبلغ (4.5 م/ الثانية) على ارتفاع عشرة أمتار، وهي سرعة اقتصادية تكفل بناء محطات طاقة رياح كبيرة. ووفقا لـ"واس"، قال الأمير الدكتور ممدوح بن سعود بن ثنيان مدير المركز: إن فريقا بحثيا من مركز تقنيات الطاقة المستدامة أجرى دراسة أخرى لري مزارع نائية بعيدة عن الاتصال بالشبكة الكهربائية في كل من: الرياض، وينبع، والظهران، وظلم، والجوف، لإجراء تجربة إنتاج (20) ميجاوات من الكهرباء تكفل بتشغيل منطقة يسكنها (50) ألف نسمة، بسعر (12) سنت أمريكي لكل كيلووات /ساعة. وأضاف، بينما السعر التنافسي العالمي في المحطات الكبيرة المرتبط بالشبكة سجل سعر 9.6 سنت أمريكي لكل كيلو وات /ساعة، و18 سنتا أمريكيا للمحطات الصغيرة في المناطق النائية، مبينا أن ذلك يوفر حلا لتغذية المناطق النائية أو التي يصعب توصيلها بالشبكة العامة للكهرباء. وتوصلت الأبحاث العلمية إلى أن المناطق الشمالية الغربية من المملكة تتمتع بسرعة رياح يصل متوسطها السنوي إلى أكثر من (36 كيلو مترا في الساعة) ويمكنها إنتاج الكهرباء بكفاءة عالية، بينما بلغ متوسطها في بقية مناطق المملكة ما بين (14 و25 كيلو مترا في الساعة) وتنتج الكهرباء بطاقة محدودة، وذلك بحسب الباحث عادل بن سعد الشهيوين من معهد بحوث المياه والطاقة في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. إلى ذلك، كشفت الشركة السعودية للكهرباء عن أنها ستتوجه في مشروعاتها المركزة على إنتاج الكهرباء خلال عام 2017م إلى استخدام الطاقات المتجددة مثل: طاقة الرياح، مؤكدة أن دراسات الجدوى أكدت أن طاقة الرياح يمكن استخدامها بشكل اقتصادي لإنتاج الكهرباء في المملكة، وتخفيض الاعتماد على تشغيل المحطات الكهربائية بالنفط، الذي يستهلك (مليون برميل يوميا) لتوفير احتياج المملكة من الكهرباء. وعربيا، تتقدم المغرب في قدراتها المركبة من طاقة الرياح بقدرة بلغت (1923.8) ميجاوات، وتسعى حاليا للوصول إلى 52 في المائة من إنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متجددة مثل الرياح خلال عام 2030م، والأردن إلى نسبة 10 في المائة خلال عام 2020م، ومصر نسبة 20 في المائة بحلول عام 2020م، والإمارات لتصبح في إمارتي أبوظبي، ودبي 7 في المائة خلال عام 2020م، و15 في المائة في عام 2030م. ووفقا لدليل الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في الدول العربية لعام 2015م فقد بلغ إجمالي القدرات المركبة من الطاقة التقليدية لعام 2014م نحو (175) جيجاوات، تشارك الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء بنسبة 5.4 في المائة من القدرات المركبة، وتتضمن هذه النسبة الطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، وطاقة الرياح. واستحوذت الطاقة الكهربائية عربيا على نسبة 73 في المائة من القدرات المركبة من الطاقة المتجددة لتصل إلى 7 في المائة جيجاوات، وسجلت القدرات المركبة من تكنولوجيا الشمس والرياح مجتمعة (2.5) جيجاوات.

مشاركة :