كتب ـ عاطف الجبالي: أكّد عدد من رجال الأعمال على ضرورة النهوض بالقطاع السياحي لتنويع الاقتصاد الوطني عبر النهوض بمصادر الدخل المتجددة وتقليص الاعتماد على موارد النفط والغاز، وأشاروا إلى أن دولة قطر تمتلك مقومات سياحية كبيرة تحتاج إلى الاستغلال الأمثل. وقالوا لـ الراية إنّ دولة قطر حافظت على مكانها بين الثلاث دول الأولى عربياً في قطاع السياحة وفقاً لنتائج تقرير تنافسية السياحة والسفر خلال السنوات الخمس الأخيرة الصادر عن المنظمة العربية للسياحة، ما يشير إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة للنهوض بقطاع السياحة". وأشاروا إلى أن النمو في قطاع السياحة يعكس نجاح إستراتيجية السياحة الوطنية في خلق مزيج متناغم يجمع بين غني الموارد الطبيعية وعراقة الإرث الثقافي والتراثي في أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، وأوضحوا أن هناك عوامل كثيرة اجتمعت ومزايا امتزجت لترسم صورة راسخة لدولة قطر التي تمتلك إرادة سياسية حكيمة وقيادة رشيدة وعزيمة جعلت منها وجهة سياحية مميزة. ونوهوا إلى أن القطاع السياحي يلعب دوراً مهماً في ازدهار الاقتصاد الوطني لمساهمته الفعّالة في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر الإحصائيات السياحية إحدى أهم الركائز الأساسية التي تساهم في بناء ونمو هذا القطاع والتي تساعد المستثمرين في الحصول على الدراسات اللازمة لتحسين مستويات الخدمات المقدمة والتي تُعتبر أهم عوامل نجاح صناعة السياحة. العمادي: تطوير السياحة يعزز خطط تنويع الاقتصاد قال رجل الأعمال عبدالعزيز العمادي:"لا شك أن القطاع السياحي يمكن أن يؤثر بصورة إيجابية أكبر في الاقتصاد القطري، ولكن الأمر يحتاج إلى المزيد من الخطط الفعّالة، وأبرز ما يمكن التخطيط له هو تحسين البنى التحتية للدولة، فالسياحة في قطر لن تعتمد على الآثار بصورة أساسية، ولكن ستعتمد على الترفيه". وأضاف:"يتعين على الجهات المعنية أن تعمل على توزيع الخدمات على مختلف مناطق الدولة، كالفنادق والمولات والمدن الترفيهية وغيرها، فهذه الأمور باتت مؤثرة بصورة كبيرة في خريطة السياحة العالمية، والبحث عن الترفيه والاسترخاء بات مقصد الكثير من السياح حول العالم، وهو ما يمكن تحقيقه بصورة كبيرة في قطر، إن عمدت الدولة بإمكاناتها على إيجاده". وتابع:"الاعتماد على النفط لا بد أن يتراجع في الوقت الحالي، فأن نتخلى تدريجياً عن اعتمادنا على الصناعات النفطية، أفضل بكثير من أن نُجبر على هذا التوجه مع بدء نضوب النفط، وفي ظني أن السياحة هي المصدر الأمثل ليحل محل النفط، فالاستثمار في الخارج يمكن أن تكون له عوائد مالية عالية، ولكنه لن يحقق الأهداف المنشودة من عمل القطريين وغيرها من الأمور التي يعول عليها إن كان الاستثمار داخلياً". وأشار العمادي إلى أهمية العمل على ترويج اسم قطر كوجهة سياحية مثالية في الخارج، لافتاً إلى أن الجولات التي قامت بها الهيئة العامة للسياحة كان لها أثر كبير في التعريف بالسياحة القطرية. وأوضح أن هيئة السياحة تحرص على العمل جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص من أجل تمكين الشركاء المعنيين المحليين، وتعزيز إسهامهم في الجهود الوطنية الرامية للترويج لدولة قطر، كوجهة رائدة في فعاليات الأعمال، منوهاً إلى أن الهيئة العامة للسياحة تتعاون مع الاتحادات الدولية لتوفير برامج التدريب المهني، وتحقيق أعلى مستوى من الجودة فيما يتعلق بالخبرة في هذا المجال. الأنصاري: توسع كبير في طرح المشروعات السياحية أكّد رجل الأعمال محمد كاظم الأنصاري، أن نهضة السياحة ستزيد من قوة الاقتصاد القطري، خاصةً مع حرص الحكومة القطرية على أن تكون للسياحة مساهمة أوسع خلال الفترة المقبلة، وعمل الجهات المعنية بصورة واسعة على تحقيق التنوع الاقتصادي، وهو ما تجلى من خلال المساهمات السياحية التي يتوقع أن تكون مؤثرة بصورة كبيرة في مسيرة القطاع. ولفت إلى أن الدولة مهتمة بتحسين البنى التحتية دعماً للقطاع السياحي، وأن هناك توسعاً كبيراً في طرح المشروعات السياحية، وأبرزها الفنادق والأماكن التراثية، فمؤسسة الحي الثقافي على سبيل المثال تستقبل الملايين سنوياً، مشددة على أن هذا التوجه ربما يزيد مع إدراك الشعب لأهمية السياحة وتوجه أعداد أكبر للعمل فيها. ونوّه إلى أن قطر وضعت اسمها بقوة على خريطة السياحة، وأن هذا الأمر يتوقع أن يتوسع مع الاستقرار الأمني والاقتصادي الذي تعيشه الدولة، الذي يبشر بالاستمرار على نفس المسار. وأشار الأنصاري، إلى أهمية دعم القطاع السياحي من خلال المزيد من الخطط والمشروعات الخدمية، بما يسهل على رواد الأعمال العاملين في هذا القطاع جذب أعداد أكبر من السياح، وهذا سينعكس تدريجياً على البلاد من خلال عوائد أكبر. وأعرب عن أمله أن يتم تشييد مدن ترفيهية كاملة في قطر، مشيراً إلى أن السياحة الترفيهية باتت مقصداً للكثير من السياح حول العالم، وأن بعضهم يسافر لوجهات بعيدة كونها متميزة في هذا المجال، وهو ما يجب أن تعيه الجهات المعنية في قطر، خاصةً في ظل النهضة الاقتصادية الكبيرة التي تعيشها دولة قطر والتي يمكن فيها إعادة ترتيب الأوراق لتحتل السياحة المكانة التي تليق بها، والتي تجعلها بين القطاعات الأهم، فهي النفط الذي لا ينضب. وقال الأنصاري، إن دولة قطر تعتمد بصورة كبيرة على عائدات النفط والغاز، وتؤدي السياحة دوراً محورياً ومتزايداً في تنويع اقتصاد البلاد، ما يجعلها بمثابة الدرع الواقية للبلاد من تقلبات أسعار النفط. وأوضح أن الإستراتيجية الوطنية للسياحة في قطر تسعى لمضاعفة عدد سياح الأعمال بحلول عام 2030 ثلاث مرات، والإسهام بمقدار النصف على الأقل في إيرادات الدولة من الإنفاق السياحي. الملا: تراجع أسعار البترول جرس إنذار قال رجل الأعمال محمد حسين الملا:"توجه قطر خلال المرحلة المقبلة منصب على الاقتصاد المعرفي وفي مقدمة مصادره السياحة، التي تعتمد بصورة أساسية على المعرفة والترفيه، خاصةً أن تراجع أسعار النفط بنسب كبيرة كان جرس إنذار لدول الخليج بصورة عامة لتغير من توجهاتها في الاعتماد على هذا المصدر غير الدائم". وأضاف:"الاستثمار في الخارج يُعد من التوجهات التي تحرص عليها قطر، ولكن يبقى للسياحة أهمية كبيرة كونها استثماراً داخلياً، وأظن أنها بديل مثالي للصناعات النفطية التي بدأت أسعارها في التراجع بصورة تدريجية". وتابع: "فئة كبيرة لا تستوعب قدرة القطاع السياحي على أن يكون بديلاً للصناعات النفطية، ولكن ثمة تجارب كثيرة يمكن أن نسير على خطاها، ومنه ما هو خليجي، حيث استطاعت بعض الدول أن تزيد من مساهمة السياحة في اقتصاداتها". وأشار إلى أن الأجيال الجديدة باتت أكثر قابلية للعمل في السياحة، فالكثير منهم أصبح ملماً بقدرة السياحة على إفادة الاقتصاد القطري، ولكن القطاع يحتاج إلى المزيد من الدعم المعنوي للعاملين فيه، ليدركوا أن أعمالهم ذات أهمية كبيرة للدولة. وأوضح أن مشاركة القطريين في القطاع السياحي باتت أوسع، ومتطلبات العمل في هذا المجال لم تعد مشكلة كبيرة بالنسبة لأغلبهم، خاصةً مع إلمام الكثيرين باللغات الأجنبية، وشغف الشباب القطري بأن يكون سفيراً لبلده بكل السبل، ومنها العمل في السياحة التي تقدم الدولة للقادمين من الخارج. وقال الملا:"تضاعف اهتمام دولة قطر بالقطاع السياحي على نحو لافت، لاسيما بعد أن أصبحت الدوحة عاصمة إقليمية لمنتديات السياسة والفكر والاقتصاد والإعلام فضلاً عن تنظيمها واستضافتها المستمرة للفعاليات البارزة إقليمياً وعالمياً وسوى ذلك من فعاليات ومعارض دولية ومهرجانات تتطلب توفير خدمات سياحية متميزة لزائري قطر من شتى بقاع الأرض". وأضاف أن الصناعة الفندقية في قطر شهدت تطوراً بارزاً لتلبية الاحتياجات السياحية، وكذلك الحال بالنسبة لخدمات السفر والطيران، حيث أصبحت قطر من الدول الرائدة على صعيد العالم في توفير أفضل الخدمات السياحية على أسطولها الجوي الحديث.
مشاركة :