قالت مجلة «ميد» ان من المتوقع ان ينمو قطاع الرعاية الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 12.5% سنويا على مدى السنوات الخمس المقبلة مستمدا الزخم من تدفق الاستثمارات من كلا القطاعين العام والخاص، وقدرت المجلة ان ما قيمته 60 مليار دولار من الاستثمارات في بناء مرافق الرعاية الصحية في دول المنطقة يجري في الوقت الحاضر تنفيذها او وضع الخطط بشأنها بحسب صحيفة الانباء الكويتية وأضافت ان هذا القطاع يأتي على رأس قائمة اولويات الحكومات الخليجية، ويحتل الصدارة في استراتيجيات التطوير والتنمية طويل الأمد فيها. ولكن المجلة قالت ان هذا القطاع، شانه شان القطاعات والفرص الاستثمارية الأخرى، فإنه يواجه في الشرق الأوسط تحديات هائلة، يتصدرها النمو السكاني السريع والارتفاع المتعاظم في نسب الإصابة بالأمراض المزمنة المتعلقة بأنماط الحياة مثل امراض السكري والقلب والسرطان، والتي تخلق طلبا متزايدا على الخدمات والرعاية الصحية. وبالإضافة الى ما سبق، فان التهديد الذي تشكله أمراض معدية جديدة مثل مرض الالتهاب الرئوي في الشرق الأوسط يتطلب اساليب ووسائل أكثر تقدما لمكافحة العدوى. كما ان شبح الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية يتحدى قضية الإفراط في المعالجة وتناول الأدوية في المنطقة، لأنه يستلزم التنظيم والإشراف على هذا القطاع بشكل أفضل. ومضت المجلة الى القول ان الأمر لم يعد يتلخص بمجرد بناء مستشفيات جديدة وأكبر حجما، لان التحدي الذي نواجهه اليوم ينصب حول ضمان أعلى مستويات الجودة في الخدمات المقدمة للمريض في الوقت المناسب وبأسلوب صحي وفعال، اذ ان المنطقة تتطلب تحولا جذريا من التركيز على علاج المرض إلى علاج المريض. وهذا يتطلب طرقا جديدة للتفكير في تقديم الرعاية الصحية ووضع كافة جوانب الخدمات الطبية الجانب على طاولة البحث والمراجعة. وخلصت المجلة الى القول ان التحسينات المطلوبة على قطاع الرعاية الصحية تنصب في المقام الأول على وسائل ادارة نشاط هذا القطاع كما هو الحال بالنسبة للرعاية السريرية، وأنها تطالب كافة الجهات المعنية بصناعة الرعاية الصحية بالتلاحم والتكاتف من اجل العمل معا على نحو يجمع القطاعين العام والخاص على صعيد واحد.
مشاركة :