الفروقات السبعة

  • 6/1/2016
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

قديما، في صفحة استراحة القراء، جوار الكلمات المتقاطعة، ينشر المحرر رسمتين، ويكتب تحتهما ابحث عن الفروقات السبعة. وما أكثر الرسومات المزورة التي تمتلئ بالفروقات! سأعطيك صورتين، نشّط ذاكرتك، ابحث عن الفروقات السبعة قدر استطاعتك: صورة العامل في دبي والدوحة، والعامل المماثل في الرياض وجدة! وكي نقرّب الصورتين أكثر: خذ العامل في الثقبة وشقيقه بعد 10 دقائق بالسيارة، على الضفة المقابلة بعد الجسر! ما زلت أسأل، واسأل جادًا لا هازلا: لماذا العامل الموجود في بلادنا ليس هو الموجود في دول خليجية مجاورة؟! المفارقة المضحكة في ألبوم الصور: على الطائرة نفسها. ينزل جزء من هؤلاء في مطار دبي. جزء آخر في مطار الدوحة. جزء آخر في مطار المنامة. والبقية في مطار الملك خالد بالرياض، وأنت في صالة المطار تقلب صفحات الألبوم وتبحث عن الفروقات السبعة بين النطيحة والمتردية! هل نحن بلد يسعى إلى البناء والتنمية والمستقبل، أم دار رعاية اجتماعية تحتضن المتخلفين وخريجي السجون من كل مكان! ترفع شركات الاستقدام في بلادنا شعار العمالة المدربة. يعرضون في إعلاناتهم صورا لمجموعة من العمالة تصطف بشكل هندسي جميل وأخّاذ. يكتبون لك تحت الصورة عمالتنا مدربة. متعلمة. مؤهلة. وسبق لها العمل في دول أخرى! لكن الفروقات كثيرة بالنظر إلى الصورة الحقيقية، أولها أن هذه العمالة تأتي لتتدرب هنا، تأتي لتتعلم الحلاقة في رؤوس السعوديين، ثم تذهب لتعمل في أسواق دبي والمنامة! أعذروا جهلي؛ منذ سنوات لم أجد سوى إجابة واحدة، وهي أن شركات الاستقدام في السعودية ما تزال تستقدم فتات الأيدي العاملة الرديئة. العامل المتعلم المدرب، ينعكس وجوده على اقتصاد البلد. فهل الصورتان متطابقتان أم البحث عن الفروقات سيستمر طويلا؟!

مشاركة :