أين الفروقات السبعة؟ - اميمة الخميس

  • 7/27/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القرار السياسي في دول الخليج حسم موقفه من تنظيم الإخوان المسلمين.. ولئن كانت دولة الإمارات أوضح وأسرع الأطراف في هذا المجال، فإن بقية الدول الخليجية لا تبتعد كثيرا عن هذا التوجه الذي يرفض الخلايا والتنظيمات السرية المبايعة لمرشدها.. والمناهضة للكيان المستقل للدولة القطرية، والحالمة بأطياف الخلافة. على المستوى المحلي كانت المواجهة مع الفكر القاعدي أسهل وأكثر حسما، فالفكر القاعدي هو فكر ضحل محدود يقوم على ثنائية الخير والشر لا يمتلك تعقيدات فكرية وأيدلوجية، وسلاحه العنف الدموي والمواجهة العسكرية، منطلقاته الفكرية كانت في غالبها مستمدة من كتيبات المجاهدين في أفغانستان وأشرطة مرحلة الصحوة، وأحلام كبرى منبتة عن واقعها يغلب عليها الشعارات الجهادية، دونا عن التأسيس الفكري والتأصيل الشرعي والفقهي، وبالتالي كانت عملية فرزهم والأخذ على أيديهم وتحييدهم هي عمليه لن أقول سهلة لكنها كانت ممكنة ميدانيا وفكريا، لاسيما بعدما أطروا بأنهم أصحاب الفكر الضال. لكن حتما سيبدو الأمر مختلفا في مايتعلق بفكر الإخوان، فعملية الفرز وتتبع الخلايا النشطة قد يكون ممكنا على المستوى المخابراتي، ولكن قضية فرز فكرهم وتحييدهم عن الفضاء المحلي لن تكون سهلة على الإطلاق بل ستكون كأنها أحجية تقوم على وضع صورتين متطابقتين متجاورتين بينهما بعض الاختلافات الطفيفة.. ومن ثم نطلب من الجميع استخراج الفروقات السبعة. المعين المشترك الذي تنهل منه ثقافتنا الشعبية، وثقافة بعض الإخوان من الممكن أن يخلق حالة من التضليل وصعوبة القطيعة المعرفية مع طروحاتهم، لاسيما أن الفكر الإخواني قد تسلل وتغلغل في الكثير من المحاضن الفكرية سواء عند تأسيس المناهج المدرسية في التعليم العام والعالي، أو في المنابر الوعظية، أو حتى لدى بعض الجهات الإعلامية. وفي مجتمعاتنا مع الأسف (أيا كان) يستشهد بآية كريمة أو بحديث شريف من الممكن أن يقود خلفه قطيعاً من البسطاء. وحتى لا نقع في حالة توجس واسترابة من الفكر الإخواني تشبه الزمن (المكارثي) في الولايات المتحدة عندما كانوا (أثناء الحرب الباردة) يعانون من فوبيا الشيوعية الأمر الذي خلق حالة من القلق والتخوين والمراقبة واختراق الحريات.. لذا يجب أن نتريث كثيرا عند استخراج الفروقات السبعة. وجميعنا يعي بأن الفكر لا يقمع ولا يحجب، بل إن كبته وقمعه أدعى إلى تأجيجه وتفرع جذوره وبقائه في حالة كمون وتحفز إلى ان يحقق مبتغاه، فلقد ظلت السلطات السياسية في مصر تقاوم الفكر الإخواني على امتداد 85 سنة بلا طائل.. إلى أن قفز الرئيس الإخواني (مرسي) إلى سدة الحكم. الفكر لايقارع إلا بفكر مثله، وهي باعتقادي ساحات النزال الوحيدة، الأفكار يتم تفكيكها وتجفيف منابعها عبر المزيد من المشاركة الشعبية وتوسيع دائرة القرار، وتأسيس مؤسسات مجتمع مدني باستطاعتها وقف المزايدة والتلاعب بالشعارات الدينية وفضح الهشاشة الفكرية لذلك التنظيم.. لينخرط الجميع في نهضة حضارية حقيقية غنية بالمنجز والإبداع وروح التحليق.. وليس شعارات بائعي الكلام. لأنه حتما عملية استخراج الفروقات السبعة لن تكون.. سهلة.

مشاركة :