كَثيراً مَا نَسمع أنَّ المَرأة السّعوديّة "مُعزَّزة مُكرَّمة"، وهي جُملة تَتكرَّر عَلَى أفوَاه الرِّجَال، حِين يُسألون عَن حَال المَرأة في مُجتمعِنَا، لَكن الوَاقِع يُؤكِّد أنَّها مُجرّد عِبَارة عَابرة، تُستخدم كاستراتيجيّة دِفَاعيّة فَقط لقَمع المُتسَائِل، وتَضليل المُتفائِل..! فحِين تُغلِق الأسوَاق أبوَابها للصّلاة، نَجد المَرأة تَجلس عَلى الأرصفَة، بينما يَختبئ مَن يَتكَاسَل عَن أدَاء صلَاة الجَمَاعَة -مِن الذّكور- في سيّارَاتهم، خَوفاً مِن "جِيمس الهَيئَة"..! وحِين نَذهب إلَى الإدَارَات الحكوميّة -التي لا تُوجد فِيها أقسَام للنِّسَاء- نَرَى الأرصفَة أيضاً مُتّشحة بالسَّوَاد، بفعل تَزَاحُم النِّسَاء، اللائي يَنتَظرن رِجَال الغَيث، مِن مُعرّفين، ووُكلَاء، ومُعقّبين، ومُحامين، ومَحارم - بَشريّة لا وَرقيّة-، وإذَا لَم تُصدِّقوني، فدُونكم المَحَاكِم، التي تَلجأ إليهَا المَرأة -غَالباً- فرَاراً مِن بَطش الرِّجَال..! حتَّى المَرأة العَامِلة لا تَسْلَم حَيَاتها مِن المُنغّصات، مَهمَا حَقَّقت مِن الاستقلَال المَالِي عَن شَقيقها الرَّجُل، فهي إمَّا أن تَقتَسم رَاتبها مَع السَّائِق وتَبعاته، مِن أقسَاط سيّارة، وسَكَن، وإعَاشَة، ورسُوم تَجديد الإقامَة والرُّخصَة، والمُخَالفات، والتَّأمين الطِّبي، وإمَّا أنْ تَقتَسم رَاتبها مَع الشّغّالة؛ التي تُعوّض -جُزئيًّا- غِيَابها عَن المَنزل، ومَا يَترتّب عَلى الشّغّالة لا يَختلف كَثيراً عَمّا يَترتَّب عَلَى السَّائِق..! والمَرأة العَامِلة في المُستشفَى، قَد تُصبح فَريسة للظّنون المُتوجّسة، لتَجد نَفسها ضَحيّة للعنُوسَة والوَحدة..! أمَّا أقَل النِّسَاء حَظًّا؛ فهي المَرأة التي تَعمل في القِطَاع الخَاص، لأنَّها ضَحيّة لسِهَام بَعض الذين يَرون أنَّ جوع المَرأة في مَنزلها؛ خَيرٌ لَهَا مِن الخرُوج إلَى سُوق العَمل الشَّريف..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: إنَّ الرَّجُل لا يَشعر بمُعَانَاة المَرأة، ولا يُدرك الجَبَهَات التي تُحارِب عَليها؛ مِن أجل تَحصيل لُقمة العيش، وتَحقيق الكَسْب الحَلَال..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :