تعهد تحالف مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة امس بطرد تنظيم داعش من مدينة منبج والمناطق المحيطة بها في شمال سورية وحث السكان على تجنب مواقع التنظيم لأنها ستكون أهدافا لحملته.وأكد التحالف في بيان باسم قوات سورية الديمقراطية والمجلس العسكري لمنبج أن الحملة ستستمر حتى يتم تحرير «آخر شبر» من أرض المدينة ومحيطها.وتلا البيان على ضفاف نهر الفرات عدنان أبو أمجد قائد المجلس العسكري لمدينة منبج. وقال البيان «نناشد أبناء شعبنا في مدينة منبج بالابتعاد عن كافة مراكز وأماكن تواجد إرهابيي داعش لأنها ستكون أهدافا عسكرية لقواتنا. وندعوهم لاتخاذ تدابيرهم لضمان سلامتهم». وأضاف «كما ننادي أهلنا في منبج لتقديم يد العون والمساعدة لقواتنا»، وأوضح أبو أمجد أن المجلس العسكري لمنبج يمثل كل المجموعات العرقية في المنطقة العرب والأكراد والتركمان والشركس. وحث البيان أهل منبج على التعاون في الهجوم على الدولة الإسلامية وقال إنه سيجري تسليم المدينة بعد تحريرها لمجلس مدني. وقال «يا أبناء منبج الأبية. إن قواتنا قادمة لتحريركم من براثن جلادي داعش الإرهابي.» وفتح آلاف المقاتلين المدعومين من الولايات المتحدة جبهة جديدة في حرب سورية بشن هجوم لطرد داعش من منطقة تسيطر عليها في شمال سورية وتستخدمها كقاعدة لوجستية. وتهدف العملية التي بدأت يوم الثلاثاء - بعد أسابيع من الإعداد - إلى منع دخول عناصر التنظيم إلى الأراضي السورية المتاخمة للحدود التركية والتي طالما استخدمها التنظيم في نقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا. وتوقع مصدر كردي طلب عدم ذكر اسمه من بيروت أن يصل المسلحون السوريون إلى منبج خلال أيام بعد اقترابهم لمسافة 10 كيلومترات من المدينة. وقال المصدر إن من المبكر التنبؤ بسير معركة منبج لكنه أضاف أن دفاعات تنظيم داعش المتمركزة على الضفة الغربية لنهر الفرات انهارت في بداية الحملة. الى ذلك يسعى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الى تشديد الضغط على تنظيم داعش بقطع اخر نقطة اتصال له مع الخارج عبر الحدود التركية. شن التحالف الدولي 18 غارة على مواقع التنظيم خلال الاربع والعشرين ساعة قبل الماضية لمساندة قوات سورية الديموقراطية وهي تحالف يضم بشكل خاص وحدات حماية الشعب الكردي مع بدء هجومها لاستعادة مدينة منبج في شمال سورية.وتكتسي المدينة اهمية استراتيجية لوقوعها على الطريق الممتد من الشمال الى الجنوب بين جرابلس الحدودية مع تركيا والتي يسيطر عليها تنظيم داعش والرقة معقل التنظيم المتطرف و»عاصمته» في سورية. قالت جنيفر كافاريلا المحللة في معهد دراسات الحرب البحثي في واشنطن «انه المحور الرئيسي لايصال الامدادات الى الرقة (من الخارج). السيطرة على منبج ومن ثم جرابلس ستقطع هذه الطريق ولن يبقى لتنظيم داعش سوى مناطق ريفية الى الغرب من الطريق للبقاء على تواصل مع تركيا». واضافت انه مع استعادة منبج وجرابلس «ستضعف قدرة التنظيم على تأمين الامدادات لكنه لن يكون معزولا تماما».ويسعى التحالف الدولي منذ فترة طويلة لاستعادة جيب منبج لكن الهجوم على هذه المنطقة ذات الغالبية العربية كان يصطدم بمعارضة تركيا حليفة التحالف الدولي.فتركيا ترفض اعطاء اي دور لوحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل المكون الاساسي لقوات سورية الديموقراطية التي يعتمد عليها التحالف والولايات المتحدة لشن الهجوم البري، وبالتالي ترفض تمكينها من السيطرة على كامل الحدود التركية السورية التي تسيطر اصلا على قسم كبير منها. واكد مسؤولو وزارة الدفاع الاميركية الاربعاء ان الهجوم على منبج تنفذه الفصائل العربية في قوات سورية الديموقراطية. وقال مسؤول اميركي ان الاكراد يمثلون اقل من 20% من القوات المشاركة في الهجوم وسيغادرون المنطقة بعد المعركة وسيبقى فيها شركاؤهم العرب. لكن تطمينات البنتاغون لا تترك اوهاما لدى بعض الخبراء الذين يرون انه وراء الفصائل العربية التي يتحدث عنها الاميركيون فان الاكراد هم الذين سيسيطرون على الوضع. وقال جوشوا لانديس الباحث في جامعة اوكلاهوما والمطلع على الفصائل العربية في المنطقة الاربعاء «اشك في ان المقاتلين العرب هم من يقودون المعركة، واشك في انهم سيمسكون بزمام الامور بعد ان يضحي الاكراد بدمائهم» لاستعادة المنطقة. تقدم قوات اميركية خاصة تعد قرابة 200 جندي المشورة لقوات سورية الديموقراطية في شمال شرق سورية. والاسبوع الماضي اظهرت صور جنودا اميركيين يضعون شارات وحدات حماية الشعب الكردي على ملابسهم العسكرية الامر الذي اثار غضب انقرة. وفي بادرة تهدئة، طلبت واشنطن من الجنود نزع هذه الشارات لكنها قالت بوضوح انها ستواصل دعم المقاتلين الاكراد الذين يقاتلون تنظيم داعش ويحققون تقدما. بدأت قوات سورية الديموقراطية كذلك هجوما قبل عشرة ايام في ريف الرقة الى الشمال من مدينة الرقة معقل المتطرفين .منذ هجومه الواسع في صيف 2014، خسر تنظيم داعش حوالي 20% من المناطق المأهولة التي سيطر عليها في سورية وفق التقديرات الاميركية.
مشاركة :