جعجعة بلا طحين في كردستان

  • 6/6/2016
  • 00:00
  • 29
  • 0
  • 0
news-picture

كيف سيفعل ذلك؟ بمن سيستعين؟ وأسئلة أخرى خطرت على بالي عندما سمعت مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق، يعلن أنه سيشرع بمحاربة الفساد ابتداءً من منزله ثم حزبه، وبعد ذلك سينتقل إلى مؤسسات الدولة والمجتمع. هو يعلم أن في بيته وحزبه روؤس الفساد الكبيرة في كردستان، وأن الخطوة الأولى هي محاسبتهم للحصول على الشرعية الأخلاقية لمحاسبة الفاسدين الآخرين. هل حقاً يستطيع محاسبتهم؟ على رغم تطور الأقليم وتقدمه في مجالات عدة إلا أن الصبغة العشائرية ما زالت هي السائدة في المجتمع، ولطبيعة العلاقات الاجتماعية في الثقافة العشائرية دور كبير في تغلغل الفساد في جميع المؤسسات، ما جعل للفساد هيكلية هرمية، بمعنى ان سقوط قطعة منه يعني جر المزيد، خصوصاً في المستويات العليا من الهرم. اما المستويات المتدنية فهم الذين سيشملهم الإصلاح وليس جميعهم أيضاً، فذوو الصلة منهم بالمستويات العليا لن يسمعوا إلا الذي سمعه أسيادهم بأن يكفوا عن الفساد وألا يعودوا إلى السلوك السيء! لن يرى الأقليم إصلاحاً شاملاً ولا حتى في السنوات القليلة المقبلة، ولن تتم محاسبة الروؤس الكبيرة لأنها متماسكة بقوة، ولأنها تعرف أسرار بعضها بعضاً، فحمايتهم لبعضهم كحمايتهم لأنفسهم. استراتيجية بارزاني كانت أن يبدأ من بيته ثم حزبه، لذلك جاء خبر إلقاء القبض على فاسدين في مديرية الهجرة! مرتشون من دائرة البلدية! خبر لا يعبر عن شيء، فهو مجرد حبوب مهدئة لإرضاء غالبية الشعب الغاضب بصمت، ويؤشر الى إدراك القيادة السياســـية الكردســتانية أن البدء بالعائلة شبه مستحيل، والأسلم لهم هو البحث عن الفاســـدين الصغار في الدوائر الخدمية للدولة، مع تسخير جيش إعلامي يسوّق كل عملية قبض على موظف فاسد باعتبارها نصراً للقيادة الحكيمة.   صحافي عراقي مقيم في أميركا

مشاركة :