اتهم ائتلاف «متحدون»، بزعامة أسامة النجيفي، «الحشد الشعبي» بارتكاب «مجازر» في الفلوجة، فيما غرق أكثر من عشرة أشخاص خلال محاولتهم عبور الفرات هرباً من العمليات العسكرية. وقال مكتب النجيفي في بيان أمس إنه «عقد اجتماعاً موسعاً ضم أعضاء مجلس النواب من محافظة الأنبار ورئيس مجلس المحافظة وأعضاء المجلس والمسؤولين المحليين، فضلاً عن شخصيات ووجهاء المنطقة، واستمع إلى عرض مفصّل للأوضاع، بخاصة معركة تحرير الفلوجة في جوانبها كافة»، وأضاف أن «المجتمعين أكدوا دعم كل جهد خيّر يقود إلى تحرير الفلوجة وينقذ أهلها من أسر داعش». وأشار إلى أن «المجتمعين دانوا الانتهاكات التي حصلت والمتمثلة بإعدامات جماعية خارج القانون والسياقات المعتمدة وتغييب عشرات المواطنين وإخفاء أثارهم، وإهانة المواطنين الهاربين من بطش داعش بأسلوب يفتقد أبسط مقومات المواطنة والإنسانية». وتابع أن «المجتمعين أشاروا إلى فقدان السيطرة على بعض المنضوين في قوات الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية، ما يثير تساؤلات عن إدارة المعركة وضبط مجرياتها، وأكدوا أن الاستعداد لاستقبال النازحين من الفلوجة وتخومها ضعيف ولا يرقى إلى تحقيق الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية الضرورية». وأشار إلى ضرورة «دعم المعركة وإنقاذ الفلوجة من داعش (لكن) لا يمكن أن نوافق على أن يستغل جهد التحرير النبيل في إلحاق الأذى بحياة المواطنين وكرامتهم أو اعتقالهم من دون سند قانوني أو فرض إرادات هدفها السيطرة على الناس». وطالب نواب محافظة الأنبار ومجلسها والمسؤولين فيها بـ «الإشراف على كل ما يتعلق بالمواطنين النازحين وضمان عدم تعرضهم لأي اعتداء أو انتهاك مع توفير مستلزمات الحياة الكريمة لهم». وشدد على أهمية «التدقيق في الإجراءات المتخذة عبر الممرات الآمنة بحيث يتطابق الاسم مع حقيقة التعامل مع أهل الفلوجة»، محملاً رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي «مسؤولية السيطرة على حركة القوات من جيش وشرطة اتحادية وحشد شعبي وعشائري وعدم السماح بأي انتهاك مع تقديم مرتكبي هذه الجرائم للمحاسبة الشديدة». وطالب «بإشراف وإشراك أعضاء مجلس النواب من محافظة الأنبار وأعضاء مجلس المحافظة والمسؤولين في الأقضية وأجهزة الأمن والشرطة في التحقيق مع النازحين لضمان التدقيق المهني البعيد عن الاستهداف والاعتداء وإخفاء الناس والحقائق». وأكد أهمية «معركة تحرير الفلوجة كونها ذات تأثير كبير في المعارك التي تليها في الموصل والحويجة والشرقاط وغيرها». إلى ذلك، تواصل هروب المئات من سكان ضواحي الفلوجة نحو البلدات المجاورة الواقعة تحت سيطرة قوات الأمن عبر نهر الفرات، وغرقت عائلة بكاملها مع أشخاص آخرين خلال محاولتهم الهروب. وقالت مصادر أمنية في ناحية العامرية إن «أكثر من 10 أشخاص بينهم عائلة كاملة وأطفال غرقوا في الفرات خلال محاولتهم العبور إلى هرباً من المناطق التي يشتد فيها القتال». وأوضحت أن «داعش» يسير دوريات «راجلة على طول نهر الفرات لمنع العائلات من الهروب ويطلق النار على الزوراق التي تتمكن من الفرار». وأعلن المستشار الإعلامي لمجلس محافظة الأنبار عبد القادر الجميلي في بيان نزوح 10 آلاف شخص من أهالي الفلوجة جرى نقلهم إلى مخيمات النازحين، واتهم المنظمات الدولية ووزارتي الهجرة والصحة بـ»عدم الاكتراث لهم، وأبدى استغرابه عدم إطلاق أكثر من ألف رجل من تلك المناطق تحتجزهم القوات الأمنية للتحقيق «منذ وقت طويل».
مشاركة :