واحفظها ـ من ـ الزوال

  • 6/10/2016
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

لله الحمد والمنة الذي بلغنا شهر رمضان بعد شوق ولهفة، أعاده الله علينا وعلى الأمة الاسلامية بالخير والصلاح، صيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الاسلام وقد تنوعت طرائق الشعوب الاسلامية في الاستعداد للشهر الفضيل وطرق استقباله عبر العصور المختلفة منذ بزوغ فجر الإسلام، ففي شهر رمضان المبارك تستجمع البيوت روحها وطاقتها وتنفجر منها ينابيع الخير وقد تتغير روائح البيوت وتغزوها رائحة العود والطيب كما في الأحياء والمساجد والتي لها دور كبير في تهدئة الأعصاب والارتياح النفسي، واستشعار روحانية الشهر الذي يعد من أجمل الشهور التي تجلب السعادة بكل معانيها ففي كل عام تتجدد المشاعر وتتقوى علاقة المرء بربه والتقرب اليه بالعبادات وتصافي القلوب وتآلفها والإحسان للفقراء والمساكين ورحمة للمستضعفين. (لولا هذا الصيام ما كان يتصور الأغنياء كيف يكون الجوع - الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله) فإن شهر رمضان شهر نتقرّب به لرب العالمين ونستشعر حاجة المساكين والفقراء الذين لا يسع جسدهم الضعيف على الصيام، وأن نصوم لنشعر بحاجتهم الماسة للطعام وفقر البعض على اقتناء ما يسد جوعه ولكن إقبال البعض المزدحم على السوبرماركت ومحلات الأغذية والمسالخ يشعرك بأنهم مقبلون على مجاعة عظيمة، بينما يسعون ليتسابقوا لتقديم أجمل سفرة والتفنن في تصميمها وهي تشمل مالذ وفاض، الذي فاض عن رغبة العائلة نفسها، بينما يتمنى البعض كسرة خبز تسد جوعه بعد الصيام أو ربما هو اعتاد الصيام بسبب الجوع، بينما نحن نسرف وتمتلئ نفاياتنا بأنواع الأطعمة، فلماذا لا نخفض صوت الترف؟ فإن حولنا أمم تتألم .. فلا نتباهى بتصوير السفرة وألوان الطعام ورمي ما يفيض من المائدة بل لنستشعر حاجتهم ونقدم لهم ما نستطيع تقديمه. جميعنا نعلم بأننا أهل كرم ونحب الكرم وعبارة تتداول في كل بيت بحريني (يزيد ولا ينقص) عبارة اعتدنا قولها لكن نجهل ما وراءها من نتائج وخيمة فإننا بذلك ننقص أجر الصيام ونغفل عن العبادات بانشغالنا في إعداد ولائم الافطار فلما لا نضع حداً ونجعل السفرة بقدر حاجتنا وأن نتصدق بما يزيد من المائدة للمحتاجين، وتزامنا مع انتشار هذه الصفة المذمومة في الآونة الأخيرة وهي الإسراف أطلقت لجنة الشباب بالمجلس الأعلى للمرأة مبادرة بعنوان (#واحفظها ـ من ـ الزوال) والتي تحث على ترشيد الاستهلاك وتقليل الإسراف وجعل المائدة الرمضانية بقدر حاجة العائلة بلا إسراف ولا تبذير لمنع التباهي في شهر رمضان مراعاة لشعور المحتاجين، ولزيادة وعي البعض بإكرام النعمة والحد من التبذير غير المرغوب به في شهر الخير، ولمن يرغب بالمشاركة معنا تحت الهاشتاق المدون أعلاه لمبادرتنا الكريمة، تقبل الله صيامكم وصالح أعمالكم وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة :