بدأت هيئة الهلال الأحمر، أول من أمس، توزيع مجموعة كتب في المخيم الأردني الإماراتي للاجئين، ومخيم أربيل شمال العراق للاجئين، وفق مدير مكتب هيئة الهلال الأحمر في دبي محمد عبدالله الزرعوني، الذي أشار إلى أن الهيئة تستهدف توزيع مليوني كتاب على مخيمات اللاجئين، بواقع مليون كتاب في العراق، ومليون كتاب في الأردن. تراجع الالتحاق بالمدارس كشفت وثيقة توجيهية للأمم المتحدة عن بيانات جديدة تؤكد انخفاض التحاق الأطفال والمراهقين اللاجئين والفقراء بالمدارس. وبحسب الوثيقة التي جاء عنوانها «لا مجال بعد اليوم للأعذار» بمثابة صرخة مدوّية لتنبيه العالم إلى الكارثة المحتملة، واشترك في إصدارها كل من «اليونيسكو» والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين قُبيل انعقاد مؤتمر القمة العالمية للعمل الإنساني في إسطنبول 2016، أن هناك 50% من الأطفال اللاجئين يواصلون تعليمهم الابتدائي، فيما يواصل 25% من المراهقين اللاجئين تعليمهم الثانوي. 30 مليون طفل تفيد البيانات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة، أن عدد اللاجئين والنازحين قسراً عن بلدانهم حول العالم تجاوز الـ60 مليون شخص، وأن أكثر من نصف هذا العدد هم أطفال، أي نحو 30 مليون طفل، وذلك حسب التقرير السنوي الصادر عن المفوضية السامية للأم المتحدة لشؤون اللاجئين في يونيو 2015، وهذا العدد يشمل ظاهرة النزوح الداخلي، أي الذين أجبروا على ترك مناطق سكناهم رغماً عنهم، أو الذين غادروا بلدانهم بالمطلق. وأشار تقرير للبنك الدولي الذي صدر عام 2013 إلى أن «أكثر من 400 مليون طفل في العالم يعانون الفقر والحرمان من أبسط الحقوق الأساسية مثل العلاج والتعليم، وسنجد أنفسنا أمام حقيقة مخيفة تتمثل بمئات ملايين الأطفال خارج مخططات التنمية، وخارج إطار العملية التعليمية، وهو الأمر الذي يهدد مستقبل البشرية، وتعطيل طاقاتها الإنتاجية، كما يهدد نسيجها الاجتماعي نتيجة للمستقبل المظلم الذي ينتظر هذا الكمّ الهائل من جيل كان من المفترض أن يكون مشروعات لعلماء وأطباء ومهندسين وتقنيين». وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أطلق حملة «أمة تقرأ»، التي تهدف إلى توفير خمسة ملايين كتاب وتوزيعها على الأطفال في مخيمات اللاجئين والمدارس في العالم العربي والإسلامي. وتفصيلاً، قال الزرعوني إن الجهود الدولية الموجهة لمساعدة اللاجئين والفقراء، لاتزال في إطار توفير الحدود الدنيا من شروط الحياة، وهي مكان للعيش قد لا يتجاوز خيمة في أغلب الأحيان، والمواد الغذائية والطبية الأساسية، بالإضافة إلى التعريف بالقوانين المتعلقة بحماية المدنيين في زمن الحرب، إلا أن حملة «أمة تقرأ» جاءت لتوفير المعرفة للأطفال اللاجئين والفقراء، ومد يد العون لهم لتمكينهم من دخول المستقبل من بوابته الطبيعية. وأكد أن الهيئة وظّفت مواردها ومكاتبها الخارجية لإنجاح الحملة، مضيفاً أنه «بحكم قربنا من اللاجئين لمسنا مقدار حاجة الأطفال والشباب إلى المعرفة والقراءة، لذا بدأنا عملية توزيع مليون كتاب على اللاجئين في إقليم كردستان العراق، كما يشرف فريق الإغاثة الإماراتي على توزيع مليون كتاب آخر على اللاجئين السوريين في الأردن». وأشار الزرعوني إلى أنه حسب بيانات الأمم المتحدة، فإن العراق فيها أكثر من 5.6 ملايين شخص يحتاجون للمساعدة، أكثر من نصفهم أطفال وشباب في مقتبل العمر، وفي سورية 2.1 مليون طفل لا يتلقون تعليمهم، إضافة إلى أعداد لا تقل عن هذه من الأطفال المحرومين التعليم والمعرفة في العالم العربي، فأي مستقبل قد نتوقعه إذا لم نفعل كل ما باستطاعتنا لإيصال وسائل العلم والمعرفة لهذا الجيل، لذا نحن ننظر لمبادرة «أمة تقرأ» أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، ستشكل نموذجاً عالمياً لما يجب أن تكون عليه الجهود الإنسانية المبذولة في إطار إنقاذ جيل بأكمله من الأمية وما يترتب عليها من آثار اجتماعية واقتصادية سلبية.
مشاركة :