شرعت بلدان الاتحاد الأوروبي ودول عربية كالمغرب وتونس وبعض ولايات أميركا والعديد من دول العالم في اتخاذ اجراءات صارمة للحد من عدد الاكياس البلاستيكية لما لها من اضرار كبيرة على البيئة، وبحسب المتابعين فإن عدد الدول التي قررت اتخاذ اجراءات حيال اكياس البلاستيك يتزايد. مطالبات بالحد من تسويقها وجعلها برسوم مادية الاقتصادي بدر العتيبي يرى ان هناك اتجاها متزايدا في دول العالم لحظر اكياس البلاستيك واستبدالها بأنواع صديقة للبيئة او الحد من استخدامها بالنظر لما ثبت من اضرارها البيئية على المدى البعيد. ويعتقد العتيبي ان المملكة في ظل استحداث وزارة البيئة والزراعة والمياه المدعومة برؤية المملكة لعام 2030 باتت مطالبة بالعمل على الحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية نظرا لأضرارها البيئية، مستشهدا بما قالته الباحثة السعودية غادة الكليب من أن الدراسات أشارت إلى أن المملكة تستهلك أكثر من مليون طن من الأكياس البلاستيكية سنوياً، حيث تشكل نسبة تصل إلى ٨% من حجم النفايات في المملكة، كما أن استهلاك الأكياس البلاستيكية يزداد بشكل سنوي، وتُعتبر السعودية من أكثر دول العالم استخداماً لها وأن معدل استهلاك الفرد السعودي للأكياس البلاستيكية يفوق معدل الاستهلاك العالمي بشكل كبير جداً، كما أن هذه الأكياس تسببت في نفوق الكثير من الحيوانات في المملكة، كما أنها تقتل النباتات وتمنع وصول الأمطار للتربة، مما يساهم في زيادة رقعة التصحر في المملكة، اضافة الى أنها تشوّه المتنزهات والحدائق العامة والأماكن السياحية، وتزيد التكلفة الاقتصادية على الدولة، حيث تحتاج إلى أيدٍ عاملة بشكل كبير وذلك لجمعها. وطالب العتيبي بتبني حلول لهذه المشكلة وربما الحل السريع لها هو بيع اكياس البلاستيك بدل اعطائها مجانا، اضافة الى تبني الاكياس القابلة للتحلل. الحقائق العلمية عن البلاستيك يستهلك العالم سنوياً حوالي تريليون كيس من البلاستيك، فالصين وحدها تستهلك ثلاثة مليارات كيس يومياً، والولايات المتحدة الأميركية تستهلك 380 ملياراً سنوياً. بينما تستهلك دول الخليج العربي حوالي 20 إلى 25 مليار كيس سنوياً، والجدير بالذكر أن الأكياس البلاستيكية هي مواد كيميائية مصنَّعة حرارياً من رقائق مرنة، وأفلام بلاستيكية وأنسجة بلاستيكية محبوكة، مصنوعة من البولي إيثلين المشتق من النفط، وبحسب دراسة لوكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن ما بين 60% – 80% من النفايات في المسطحات المائية هي من بلاستيك، ويشكِّل رمي الأكياس البلاستيكية في المسطحات الزراعية خطراً على التوازن الميكروبي للتربة وإعاقة تغذية النبات. أما إذا تم دفنها في التربة، فيتسبب ذلك في فصل التربة إلى جزءين، العلوي حيث يتجمع فيه الماء، والسفلي الذي لا يحصل على الماء والأسمدة اللازمة لنمو الزرع. وتؤدي عملية حرق الأكياس البلاستيكية مع النفايات إلى تلوث الهواء بالغازات المتصاعدة السامة المضرة بصحة الإنسان، مثل أكاسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين، ومركبات هيدروكربونية طيارة عديدة. التجارب الناجحة في التوعية البيئية في كثير من الدول، تشجِّع البلديات محلات التسوق الكبرى، على الحدّ من استهلاك الأكياس البلاستيكية عن طريق بيع الكيس البلاستيكي للمستهلك إذا أراد نقل مشترياته، فلا يقدَّم إليه مجاناً، لتشجيع عادات بيئية جيدة مثل إعادة استخدام الكيس لأكثر من مرة واحدة، وهناك منظمات بيئية تدعو إلى فرض حظر على بيع وشراء الأكياس البلاستيكية، وإلى تشجيع المحلات على التحول إلى الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، بدلاً من الأكياس البلاستيكية الضارة. وكانت إيطاليا أول دولة أوروبية تحظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل، بالإضافة إلى عدد من الدول التي اقتصرت على حظر استخدام الأكياس البلاستيكية ذات النسيج الرقيق جداً (thin plastic bags)، مثل الصين وجنوب إفريقيا وكينيا وأوغندا، وفي بنجلاديش والنيبال صار القانون يحظر هذا النوع من البلاستيك بعد أن تسبب إلقاء المخلفات من الأكياس البلاستيكية في سد مجاري تصريف مياه الأمطار الغزيرة في الطرقات، وبالتالي حدوث فيضانات مميتة. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد تمَّ حظر استخدام أكياس البلاستيك التقليدية، لتحل محلها الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل من نوع OXO. والبلاستيك القابل للتحلل هو نوع مطوَّر من البلاستيك القابل للتحلل بعد فترة زمنية معينة يمكن أن تطول أو تقصر بحسب طبيعة العوامل المساعدة على التحلل في البيئة، وذلك بسبب مكوناته من الخامات النباتية. ويمكن تقسيم البلاستيك القابل للتحلل إلى نوعين بحسب المادة المصنَّعة منه: البلاستيك الحيوي المعتمد في مكوناته على الخامات النباتية المتجددة organic materials (النباتات والنشا والسكريات والسليلوز) القابلة للتحلل بشكل حيوي في ظروف مناسبة بفعل البكتيريا، فيتفكك إلى غاز ثاني أكسيد الكربون أو غاز الميثان في مدة قد تصل إلى ستة أشهر. وثانياً، البلاستيك القابل للتحلل المصنّع من البتروكيماويات مع إضافة مادة تسمى «w2d» إليه، تحسِّن قابليته للتحلل وبشكل كامل. وتتم هذه العملية في كافة الظروف، في الضوء والظلام، في الحر والبرد، سواء أكانت بيئته جافة أو مغمورة بالماء، دون ترك أي شظايا أو غاز الميثان، ولا يحتاج إلى توفر بيئة من الميكروبات كي يتحلل ويتفكك. وعندما يتحلل هذا البلاستيك المميز في التربة فإنه يفيدها ولا يؤثر على النبات، حتى إنه يمكن إعادة استخدام البلاستيك القابل للتحلل في شكل أسمدة للنباتات، ويمكن إعادة تدوير المهملات من البلاستيك القابل للتحلل واستخدامها من جديد. فوائد البلاستيك القابل للتحلل للبلاستيك القابل للتحلل عدة فوائد منها تخفيض الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري فأغلب البوليمرات polymers (المكون للبلاستيك التقليدي) هي مصنَّعة من المشتقات البترولية، مما يرفع الطلب على مشتقات النفط، خلافاً للبلاستيك المصنّع من خامات حيوية بالإضافة إلى أن البلاستيك القابل للتحلل مصنوع من مواد حيوية وهي موارد متجددة مثل الأشجار والنباتات والأعشاب، وعدد من المواد العضوية القابلة للتحلل بسرعة مثل الدهون الحيوانية والأنسجة، كما يسهم هذا النوع من البلاستيك في خفض كمية النفايات، حيث يمكن جمع بقايا الطعام مع البلاستيك القابل للتحلل وتحويل هذا الخليط إلى سماد دفعة واحدة دون فرز. بالإضافة إلى سهولة إعادة تدويره، بسبب قابلية مواده للتحلل، فإنه يحتاج إلى طاقة أقل، وهذا يرفع معيار الكفاءة لهذا النوع من البلاستيك. كما يتميز البلاستيك القابل للتحلل بأنه يتحلل (يتفكك) في مدة زمنية قصيرة في حال عدم تدويره، ويمكن إعادة استخدامه مرات عدة بعد التدوير بالإضافة إلى اعتماده في تصنيعه على الخامات النباتية والحيوية، وهو بذلك غير سامّ، عكس البلاستيك التقليدي المحتوي على مواد ضارة وكيماوية ضارة بالإنسان والبيئة. كما يمتاز بعدم وجود تكلفة إضافية لتحويل منتجات البلاستيك التقليدية إلى البلاستيك القابل للتحلل، حيث تستخدم الأجهزة نفسها في المصنع وكذلك نوعية الأيدي العاملة. ولكن، هذه الميزات لن تؤتي ثمارها إلا إذا ترافقت مع حملات ترشيد للرأي العام، تحضه على التحوُّل عن البلاستيك التقليدي إلى البلاستيك القابل للتحلل، علماً أن حلول الثاني محل الأول في كل مجالات استخدام البلاستيك ليس وارداً في الوقت الحاضر. لأن عدم القابلية للتحلل بسرعة هي من المميزات المطلوبة في بعض التطبيقات، مثل قوارير حفظ الأدوية لثلاث أو خمس سنوات، حيث لا يمكن المجازفة بالتعليب أو التغليف بالبلاستيك القابل للتحلل. الحكومات ودعم الاستدامة البيئية باتت مواضيع حماية البيئة والحدّ من التلوث من الأمور التي يسعى كثير من الحكومات لإيجاد الحلول الناجعة لها، ومن ذلك مشكلة النفايات البلاستيكية التي تشكِّل تحدياً يومياً للتخلص منها بشكل آمن أو إعادة تدويرها. وتستقبل المرادم كثيراً من النفايات التي من ضمنها البلاستيك غير القابل للتحلل، الذي يبقى على سطح الأرض أو يتم دفنه. يشار أخيراً إلى أنه لم يتم تصميم البلاستيك القابل للتحلل ليتم رميه في الأماكن العامة ومجاري المياه أو البحر، بل لا بدَّ من العمل على توعية المستهلكين بضرورة تجميع هذا البلاستيك في حاويات خاصة، لإعادة تدويره وتحقيق مطلب الاستدامة البيئية. البلاستيك خطر كبير يهدد البيئة المحلية والعالمية التخلص من النفايات البلاستيكية يشكل عائقاً كبيراً
مشاركة :