اخترع باحثون روس رقاقة حيوية بإمكانها الكشف المبكر عن حالات السرطان التي تصيب الأمعاء كسرطان القولون والمستقيم، والذي يعد ثالث أكثر أنواع السرطان انتشاراً، والذي تظهر أعراضه في مرحلة متأخرة، وذلك هو السبب في تدني نسبة الناجين من المرض، وتعتبر وسائل الكشف المستخدمة حالياً غير كافية، لأنها غير متخصصة، كما أنها تغزو الجسم كتنظير القولون والذي يعرض المريض إلى الجروح ونحو ذلك، بالإضافة إلى أن تلك الوسائل لا تكشف عن المرض في مراحله الأولية لعدم توضيحها مدى تطوره وانتشاره. تقوم التقنية الحديثة على الكشف الآني لمواد مختلفة بمصل الدم لدى المريض وهي أجسام مضادة لـجليكان المرتبطة بالورم والتي تظهر بمصل الدم في وقت مبكر، والبروتينات المناعية من جميع الفئات، والجزيئات الناتجة عن خلايا الورم نفسه والأخيرة مستخدمة حالياً، ولأن فحص المواد المتبع حالياً غير دقيق ويكشف عن حالة مرضية ويعجز عن كشف الأخرى اتجه الباحثون إلى مجال الجليكوبيولوجي، وهي دراسة الكربوهيدرات ودورها في العمليات الحيوية بالجسم من خلال رصد جزيئات الجليكان، وهي نوع من البوليمرات الحيوية التي تحتوي على أعداد كبيرة من السكريات الأحادية كالجلوكوز والفركتوز، وترتبط بالرابطة الجليكوسيدية (ذرة الأكسجين)، وبالإضافة إلى كونها أحد المغذيات وأحد المواد المكونة للخلايا فإن لها دوراً مهماً في الاتصال بين الخلايا والنمو الطبيعي لأعضاء الجسم وغيرها من المهام، أما خلايا الأورام فإن لها جليكانات خاصة لذلك اتخذها العلماء للاستدلال بها للتفريق بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة، وللتعرف على تلك الجليكانات المرتبطة بالأورام تابع العلماء الأجسام المضادة التي تهاجم الجليكانات الموجودة فقط بخلايا سرطان القولون والمستقيم، والتقنية الحديثة التي استخدمها العلماء خلايا ثلاثية الأبعاد مصنعة من هلام من نوع خاص وتحتوي على الجزيئات المستهدفة وقياس تركيزها، ومعدل الأجسام المضادة للجليكانات وبعض المواد الأخرى.