جدل كردي شرق الفرات تزامناً مع انتصارات «قوات سورية الديموقراطية» غرب النهر

  • 6/13/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مقابل الانتصارات العسكرية لـ «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية بدعم جوي من التحالف الدولي بقيادة أميركا في محيط مدينة منبج الاستراتيجية في ريف حلب، انقسم نشطاء مدنيون إزاء ممارسات أجهزة الإدارات الذاتية شرق سورية وسط حديث من معارضي «الاتحاد الديموقراطي الكردي» عن ضغوط واعتقالات في مدن الدرباسية وعامودا وقامشلو وديريك ذات الغالبية الكردية شرق سورية، وتأكيد «الاتحاد» على عدم زعزعة أي نشاط لـ «السلم الأهلي». وبات الأهالي يخافون على أولادهم من التجنيد الإجباري الذي تفرضه الإدارة الذاتية الكردية باسم «واجب الدفاع الذاتي» وبات «مكتب المنظمات» يُحجم شيئاً فشيئاً عن «منح تصاريح» للأنشطة الميدانية اضافة الى تدخل ومضايقات في عمل بعض منظمات المجتمع المدني نفسها وزيادة في اسعار المواد الغذائية في شهر رمضان المبارك تزامناً مع انهيار حاد لقيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأميركي وانتشار كبير لحالات خطف وضرب لقيادات في التيارات السياسية المعادية لـ «حزب الاتحاد الديموقراطي» ومضايقات للإعلاميين والتي تسجّل عادة ضدّ «ملثمين مجهولين». وفي صباح ٢٣ أيار (مايو) الماضي، قامت دوريات تابعة لجهاز الشرطة الداخلي (اسايش) في «مقاطعة الجزيرة» باقتحام العديد من القرى في ريف عامودا منها الجوهرية وكرنكو وتل الحبش وقرى أخرى في ريف ديريك منها (كرزيرو وسي كرا وبستا سوس وكرزيارات وسبع جفارا)، واقتادت أكثر من عشرين شاباً إلى التجنيد الإجباري كان بينهم طفل لا يتجاوز عمره الست عشرة سنة، وهو زنار مجدل حاج قاسم (مواليد العام 2000)، اضطرت القوات للإفراج عنه لاحقاً تحت الضغط الشديد من قبل النشطاء الأكراد وذويه وبعد إثبات كونه لم يتجاوز السن القانونية. ودفعت هذه الحملات بالنشطاء من الأحزاب الكردية الأخرى وبخاصة المنضوية تحت لواء «المجلس الوطني الكردي» إلى الدعوة إلى اعتصام بعد أيام في مدينة عامودا -تلك المدينة التي كانت معروفة كإحدى معاقل التظاهرات السلمية ضدّ حكم الرئيس السوري بشار الأسد إبّان انطلاقة الثورة السورية في العام 2011- لـ «التنديد بممارسات حزب الاتحاد الديموقراطي». لكن قوات «الأسايش» اقتحمت منازل لقياديين في «المجلس المحلي لمدينة عامودا» الذي يسيطر عليه حزب «يكيتي» وتابع لـ «المجلس الوطني الكردي في سورية» الذي ندد بدوره باعتقال ثلاثة من أعضائه وهم أنور ناسو وعبد الإله عوجي وهما عضوان في اللجنة المركزية لحزب «يكيتي»، ومحسن خلف إضافة إلى الناشط رضوان حمو. وكان نشطاء اتهموا أشخاص محسوبين على «حزب الاتحاد الديموقراطي» بخطف وضرب الناشط يونس أسعد رئيس المجلس المحلي في مدينة عامودا عندما كان متوجهاً إلى قريته الواقعة على طريق الدرباسية قبل أن يقوم ملثمون مجهولون يستقلون «سيارة فان بيضاء» بخطفه ثم الاعتداء عليه بالضرب ورميه بالقرب من قريته. ثم تمّ تسجيل حالة اعتقال أخرى بحقّ مجدل دحام حاج قاسم (مواليد العام 1975) بعد مشادة كلامية مع أحد عناصر قوات «اسايش» التي تدخلت وأنهت الإشكال إلاّ أنها احتفظت بمجدل لديها حتى تاريخ اليوم. ونفى دارا مصطفى مسؤول الإعلام في منظمة «حزب الاتحاد الديموقراطي» في الدنمارك الاتهامات. وقال: «في روج آفا (غرب كردستان) سلطة تنفيذية منبثقة من سلطة تشريعية تمّ إعلانها بإرادة شعبية وهذه السلطة هي التي أقرّت واجب الدفاع الذاتي من أجل حماية المنطقة من الفوضى وتأثيرات الحرب الأهلية السورية عليها». وعن الاعتقالات في عامودا، ذكر مصطفى أن «المعتصمين خالفوا القوانين من حيث كونهم لم يحصلوا على ترخيص من أجل الاعتصام الذي قاموا به»، مضيفاً: «ربما كانت هناك لائحة باتهمات أخرى غير متعلقة بالتجمع غير المرخص. الآسايش هي الأقدر على تقديم لائحة الاتهامات لتلك المجموعة». وأكدّ ان «الموافقة على النشاطات الميدانية للمنظمات يخضع لدراسة من قبل الآسايش حول تأثير هذه النشاطات على السلم الأهلي بخاصة أن سورية بأكملها في حالة حرب أهلية وطائفية وأي تحركات ميدانية غير مدروسة ربما تؤدي الى زعزعة الأمن والسلم الأهلي في مناطق روج آفا وبخاصة أن هناك أطراف كثيرة تحاول القيام بذلك لمصلحة محاور اقليمية معادية لمكتسبات مكونات روج آفا». ويتهم نشطاء معارضون لـ «الاتحاد الديموقراطي» الإدارة الذاتية بـ «عدم الحكمة» في إدارة مقاطعات الجزيرة وكوباني (عين العرب) وعفرين وبخاصة بعد قرار حكومة إقليم كردستان العراق إغلاق معبر سيمالكا- فش خابور بحجة فرض ضرائب باهظة وأتاوات من الجهة السورية التي تسيطر عليه قوات من الإدارة الذاتية. وعلى رغم أن تقارير أفادت بقرب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى فتح المعبر، فإن الوضع الإنساني صعب في شكل كبير بخاصة في شهر رمضان وهبوط حاد لليرة السورية أمام الدولار وعدم كفاية الرواتب المتدنية إلى منتصف الشهر وازدياد عدد النازحين داخلياً في المناطق الكردية إلى مستويات عالية بعد معارك شمال الرقة ضد تنظيم «داعش» وتوافد يومي للنازحين من أماكن سيطرة التنظيم في محافظة دير الزور.

مشاركة :