«سورية الديموقراطية» تطوق أكبر حقل للغاز شرق الفرات

  • 9/23/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات عملية «عاصفة الجزيرة» و «داعش» في منطقة شرق نهر الفرات، وسط استهدافات متبادلة بين الطرفين وتحليق لطائرات «التحالف الدولي». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نقلاً عن مصادر موثوقة أن قوات «مجلس دير الزور العسكري» المدعمة بـ «وحدات حماية الشعب الكردية» والقوات الخاصة الأميركية تمكنت من الالتفاف على حقل غاز كونيكو ومعمله وحقل العزبة النفطي الواقعة إلى الشرق من طريق دير الزور– الصور– الحسكة، لتوسع بهذا الحصار مناطق سيطرتها وتطوق هذين الحقلين الاستراتيجيين. ورصد «المرصد السوري» اندلاع نيران متفرقة في حقل غاز كونيكو للغاز، من دون تفاصيل حول الأسباب. وأفاد «المرصد» بأن قوات «عاصفة الجزيرة» تمكنت من تحقيق تقدم جديد والسيطرة على محطة وحقول نفطية واقعة في غرب نهر الفرات، بشمال غربي مدينة دير الزور، حيث تتواصل العمليات العسكرية مع قصف مكثف وتحليق لطائرات التحالف الدولي واستهداف مناطق يتواجد بها «داعش» في ريف دير الزور. وكانت «سورية الديموقراطية» سيطرت على كامل المدينة الصناعية ومناطق أخرى وصولاً لمسافة نحو 14 كيلومتراً عن بلدة صور القريبة من الحدود الإدارية لريف دير الزور الشمالي مع ريف الحسكة الجنوبي. وجاء هذا التقدم بمحاذاة الطريق الواصل بين الضفاف الشرقية المقابلة لمدينة دير الزور ومنطقة الصور وريف الحسكة الجنوبي، وسط قصف جوي من قبل طائرات التحالف الدولي. ويواصل الجيش السوري بدعم روسي عملياته العسكرية في محيط مدينة دير الزور بهدف تضييق الخناق على «داعش» في الأحياء الشرقية، بعد أن تمكن من فك الحصار عن الأحياء الغربية في المدينة والمطار العسكري المجاور. وتخلو غالبية شوارع الأحياء الغربية في المدينة من المارة. فيما تُلاحظ سيارات مكسوة بالتراب مركونة إلى جانبي شوارع مقفرة، وأبنية مهجورة، وأشجار يابسة. وأمام أحد الأبنية، يجلس بضعة رجال يحتسون الشاي ويتبادلون أطراف الحديث ومن حولهم الأبنية المهجورة. وطوال فترة الحصار، كانت الأحياء الغربية في المدينة تتعرض لقذائف «داعش». وشهدت المدينة في عام 2014 معارك عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي التنظيم الذين سيطروا وقتها على كامل المحافظة الحدودية مع العراق، وتمكنوا من الاستيلاء على أحياء دير الزور الشرقية. ويقول محافظ دير الزور محمد إبراهيم سمرة لصحافيين بينهم فريق وكالة فرانس برس في مبنى المحافظة، إن نسبة دمار الأبنية في محافظة دير الزور بلغت «ثمانين في المئة»، و20 في المئة في الأحياء التي تسيطر عليها القوات الحكومية في المدينة. ويتوقع المحافظ أن نسبة الدمار أعلى في الأحياء التي لا تزال تحت سيطرة «داعش» بسبب القصف الجوي. في أحد شوارع المدينة المطلة على ساحة الدلة الشهيرة حيث وضع مجسم لإبريق قهوة عربية، يقف شرطيا مرور بلباسهما الرسمي يترقبان مرور نادر جداً للسيارات في ظل النقص الحاد في الوقود. على جانبي شوارع الأحياء الغربية وتحت أبنيتها، رُكنت السيارات جانباً، منها ما كساه التراب وأخرى تمت تغطيتها بشراشف ممزقة. ولم يتمكن سوى عدد قليل من السكان من الحصول على بعض الوقود بعد فك الحصار. وفي أحد أسواق المدينة، يتجول مواطنون بدت عليهما ملامح التعب من أجل التزود بالطعام خصوصاً مع بدء وصول المساعدات والمواد الغذائية. وخلال فترة الحصار، عانى سكان الأحياء الغربية من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية، ولم تكن تأتيهم المساعدات إلا عبر طائرات روسية وسورية أو أخرى تابعة للأمم المتحدة تلقيها من الجو. ويقول أحمد (55 سنة) الذي فقد 40 كيلوغراماً من وزنه بسبب الحصار، لوكالة فرانس برس: «كنت أقتات على البرغل والحبوب». ويضيف الرجل، صاحب الوجه النحيل: «الآن أصبحت بألف خير». وفي ضاحية البغيلية شمال غربي المدينة والتي سيطر عليها الجيش السوري قبل أيام، تقوم جرافات بإزالة التراب وحطام الأبنية، ويكنس عمال البلدية بزيهم الأخضر الشوارع في محاولة لإعادة تأهيلها. ويقول المحافظ: «لم نجد بناء سليماً» فيها. ويمر من البغيلية الطريق المؤدي إلى محطة الباسل لضخ المياه التي كانت تغذي مدينة دير الزور بالمياه، إلا أنها خرجت عن الخدمة بعدما فجر «داعش» مضخاتها الرئيسية، وفق مسؤولين سوريين. في المحطة، تفترش قساطل إسمنتية عملاقة جانبي المدخل ذي البوابة الحديدية التي يكسوها الصدأ والتي تتراكم أمامها الحجارة المحطمة.

مشاركة :