الفيصل في رحاب مكة المكرمة | سهيل بن حسن قاضي

  • 6/14/2016
  • 00:00
  • 45
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف أمانة العاصمة المقدسة معرض الفيصل (شاهد وشهيد) في الفترة ما بين 23 شعبان حتى 19 رمضان، وقد افتتحه سمو أمير منطقة مكة المكرمة بحضور الأمير تركي الفيصل ،وقد أضاف نادي مكة الثقافي إلى المعرض جناحاً عن الفيصل عبر الصحافة المحلية وشارك بندوة شعرية، كما نظمت أمانة العاصمة المقدسة مع فرع وزارة الخارجية في جدة ندوة عن الفيصل والتضامن الإسلامي، حضرها قناصل بعض الدول الشقيقة وشارك فيها كل من د.سلطان الطس والسفير محمد أحمد طيب مدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة وممثل المملكة الدائم في منظمة التعاون الإسلامي، كما شارك قنصل اليمن والقنصل الفلسطيني في الندوة. في حقيقة الأمر فإن الملك فيصل رحمه الله لا يزال بيننا بآثاره وأعماله وبصماته التي تركها حيث جعل بلاده لها وزن ثقيل في المحافل الدولية فهو تولى مقاليد وزارة الخارجية منذ تأسيسها حتى وفاته ،وتولى الأمير سعود الفيصل هذه الوزارة لما يناهز أربعين عاماً. الملك فيصل لم يكن قائداً سعودياً فحسب ولكنه زعيم شهير على مستوى العالم العربي والإسلامي وغيره، ومواقفه مع الرئيس ديجول وقدرة إقناعه لكي يتخلى عن دعمه لإسرائيل يشهد بها التاريخ ،وقوة تأثيره في القارة الإفريقية ونجاحه في تحول تعاطفهم مع إسرائيل إلى القضية الفلسطينية التي كانت هاجسه الأكبر فضلاً عن أنه خصم لا يستهان به للصهيونية. الفيصل رجل دولة من طراز فريد من نوعه، اشتهر بعقله الراجح ورزانته وهدوئه وحسن إصغائه وهو قليل الكلام كثير الأثر وهو مربٍّ مؤثر فيتعلم المرء منه حين يتحدث ونقتدي به في تصرفاته وعمله ونتعلم منه حتى في صمته. نتعلم من الفيصل الدقة والبرتوكول، ونتعلم منه انضباطه للوقت بشكل لافت لا يخطئ أبداً، وقد ورث أبناؤه العديد من سمات الفيصل يرحمه الله. كان الرئيس عبدالناصر يحلم لكي يقود العالم العربي والإسلامي وكان يتردد على الأزهر فأخبره المستشارون أنك لا تستطيع الوصول إلى هذه الزعامة من بوابة الأزهر ولكن من خلال قبلة الدنيا فقط ووجد عبدالناصر فرصة للتدخل في النزاع اليمني ودعم الثورة هناك بأكثر من أربعين ألف مقاتل مصري وعينه على الأراضي المقدسة وبعد حرب خاسرة في اليمن وبعد الهجوم الإعلامي الشديد على الملك فيصل وبلاده وفي ظل صمود الفيصل ورسوخه أمام كل تلك الفتن لم يجد سبيلاً سوى طلب زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء بملكها فيصل الذي رحب به أجمل ترحيب وظل ضيفاً مكرماً اعتمر وفتحت له الكعبة المشرفة وعندما بدأت المباحثات الرسمية بدأ الرئيس المصري معتذراً قائلاً: ربما تريد أن تحاكمني يا جلالة الملك لما حدث في اليمن ولكن من ورطني هو هذا الرجل وأشار إلى السادات، إلا أن الفيصل سأل الرئيس عبدالناصر عن رحلته البحرية من مصر إلى جدة وكيف كانت (أراد بذلك عدم الخوض في هذا الجانب) .. هكذا كان الفيصل يجبر الآخرين على احترامه ونظرته دوماً شمولية ولا يتوخى إلا النفع العام. لا يمكن أن نختزل سيرة الفيصل في سطور ولكن يكفينا أن نعرف أن شخصية الفيصل عظيمة الشأن قلَّ أن يجود الزمان بمثلها. Qadis@hotmail.com

مشاركة :