ظهرت فرضية جديدة حول مكان زعيم تنظيم «داعش» أبو بكر البغدادي، استناداً إلى أحاديث أجرتها شبكة «سي أن أن» مع ستة مسؤولين أميركيين يعملون في إدارات حكومية مختلفة. وقالت الشبكة في تقرير أنه على رغم احتمال أن يكون أكثر رجل مطلوب في العالم مختبئاً في «عاصمة دولته المعلنة»، مدينة الرقة السورية، فإن تحليلات أخيرة تشير إلى أنه في حال تنقل دائمة لتجنب قتله أو أسره من جانب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ونقلت عن الموفد الأميركي الخاص بريت ماكغورك قوله: «لدينا سبب للاعتقاد بأن البغدادي لا يزال حياً، لكننا لم نسمع منه شيئاً منذ نهاية العام الماضي»، في إشارة إلى تسجيل صوتي نشر في كانون الأول (ديسمبر) 2015. ويتفق المسؤولون الأميركيون على نقطتين مبدئيتين، الأولى أنهم لا يعرفون مكانه على وجه التحديد، وأنهم لو عرفوه لهاجموه براً أو جواً. والثانية أن البغدادي «يعتمد إجراءات أمنية معقدة للغاية» للحفاظ على مكانه سراً. وطوال أشهر عدة، كانت الفرضية الرئيسة تشير إلى اختبائه في أحد مباني وسط الرقة أو بالقرب منه. وحدد المسؤولون مبنى على وجه الخصوص يعتبرونه هدفاً محتملاً، وأبدوا اعتقادهم بأن فيه سجناً للتنظيم. وكان المسؤولون يظنون لفترة طويلة أن البغدادي، مثل سائر قادة «داعش»، يختار الأماكن المكتظة بالسكان في وسط الرقة للاختباء، لاعتقاده بأن الأميركيين لن يخاطروا بقتل عدد كبير من المدنيين لاستهدافه بقصف جوي، ولن يجرأوا على عملية كوماندوس نوعية لاعتقاله بسبب الكثافة السكانية. ومع عدم استبعاد فرضية أنه يختبئ في الرقة، قال أحد المسؤولين الأميركيين أن السيناريو البديل هو أنه يتنقل باستمرار، مشيراً إلى معلومات استخباراتية يعتقد أنها موثوقة تفيد بأن البغدادي توجه خلال الاشهر الستة الماضية الى منطقة الموصل في العراق مرتين على الاقل. واستنتجت «سي أن أن» أن هذه المعلومات وصلت في توقيت لم يعد مضموناً معه نجاح ضربة جوية او عملية كوماندوس، لكنها جعلت المحللين الحكوميين يعتقدون بأن البغدادي يتنقل بشكل مستمر. وأحد الأسباب التي دعت المسؤولين الاميركيين الى تبني الفرضية الجديدة هي انه بعدما تم رصد خريطة تحرك كبار مسؤولي «داعش» وقتل عدد منهم، لم ترشح أي معلومات من هذه العمليات تقود إلى مكان البغدادي. وكانت الولايات المتحدة قللت من صحة تقارير عدة تحدثت عن إصابة زعيم «داعش» بجروح في عمليات عسكرية. وتعرض واشنطن مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى قتل البغدادي أو اعتقاله.
مشاركة :