في وقت الذروة والضغوط يحتاج كل منا لمهارة التفاوض خاصة في مجال العمل، وإلا فكيف يستطيع المدير تسيير وتيسير المعقد من الأمور مالم يستطع إدارة الأفراد وإقناعهم بمشاركته في إيجاد الحلول لإنجاح المهمات والواجبات! وهنا تبرز قدرة المدير على إتقان هذا الفن. فالتفاوض عملية تواصلية تعتمد على عقد الاجتماعات وإجادة التخاطب والحوار والإنصات والفطنة والنباهة عند طرح البدائل والحلول؛ نظرا لأن المصالح مشتركة بين الأطراف المتفاوضة مما يجبرها على التنازل من أجل تحقيق منفعة عامة، فالسمة الغالبة على التفاوض التراضي وتحقيق الأرباح لكل الأطراف بحيث لا يخسر أحدهم الآخر فهو عملية سلمية راقية، ولأن كل فرد منا يحتاجها كمرحلة مهمة لحل معضلة أو نزاع قائم في الحياة وهذه العملية مستمرة وديناميكية بين الرئيس ومرؤوسيه، والوالدين والأولاد، والأصدقاء والشركاء؛ فعلى سبيل المثال: عقد المدير اجتماعا في آخر ساعات العمل وطلب من موظفيه إنجاز عمل لا يتطلب منهم التأخير تبدأ عملية التفاوض: أحد الموظفين طلب إزاء إنهاء العمل إجازة أسبوع والآخر طلب مبلغا من المال أما الثالث فطلب ألا تحسب له ساعات التأخير السابقة. وهنا يبرز دور المدير وقدرته على إدارة الحوار بما يملكه من صلاحايات بشرط أن يكون: جادا، شفافا، صادقا، مقنعا، مبتسما، هادئا، واضحا، محددا، قويا يملك إقناع الأطراف بإنجاز ما يريد وفي نفس الوقت بلا خسائر أو هزيمة أو كذب حتى لا يفقد مصداقيته وثقتهم في عملية تفاوضية أخرى. إن السمات السابقة ماهي إلا مراحل التفاوض الناجح وما يجب أن يتحلى به الإداري ليقود عملية الإقناع فالبعد عن الانفعال والغوغائية والشخصنة والإيحاءات السلبية يساهم في تحقيق الغاية وإن تمعنا النظر وجدنا أن هذا الرقي في الحوار والتخاطب هو ما دأب عليه منهج القرآن الكريم قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».
مشاركة :