في رمضان يعيننا الله تعالى على طاعته، فتُفَتّح أبواب الجنة وتُغلّق أبواب النار وتُصَفّد الشياطين، ويُنادى: «يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر».وتجد معظم الناس يقبلون على الله تعالى بأنواع العبادات، ويحرصون على اجتناب المخالفات الشرعية التي كانوا يمارسونها سابقا احتراماً لهذا الشهر.إلا أن بعض البشر، إما أن شياطينهم لم تصفد، وإما أن أنفسهم الأمارة بالسوء لا تزال مسيطرة على أفعالهم وأقوالهم وتصرفاتهم، ولذلك تجد سلوكهم في رمضان لم يختلف عما كان قبله، إذا لم يكن أسوأ! ومن الأمور المخالفة للشرع والتي تعتبر خادشة لحياء رمضان قبل حياء الإنسان، إصرار بعض النساء والفتيات على الخروج إلى الأماكن العامة بملابس فاضحة مبتذلة، لم تراع فيها حرمة الشهر، ولم تستح فيها من الله ولا من عباد الله! لماذا أيتها الأخت هذا الإصرار على المعاندة؟ لماذا الجرأة على مخالفة أوامر الله؟ لماذا تكسبين هذه الذنوب في شهر مغفرة الذنوب؟ لماذا تتسببين في خدش صيام كثير من الرجال ممن تلفتين أنظارهم بملابسك التي تكشف من الجسد أكثر مما تستر؟ هناك حديث شريف خطير لو تأملته كل فتاة لما ظننت أن واحدة منهن ستتجرأ على الوقوع في ما جاء فيه من وصف وتحذير. حيث يصف الرسول صلى الله عليه وسلم صنفين من أهل النار، وذكر منهم: «نساء كاسيات عاريات مائلات مُميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة - أي كسنام البعير - لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا...». فهي تلبس ثيابا لكنها - مع ذلك - تبدو عارية إما لضيق الثوب أو لأنه يكشف عما تحته. وهي تتمايل في مشيتها، وتضرب بكعب حذائها ليعلم بقدومها، وهي بتمايل جسمها تُميل قلوب الرجال فتفتنهم وتكسب الأوزار والآثام معهم. ومما يُحزن له أن تجد مثل هذا الابتذال في الثياب داخل أروقة بعض الكليات والجامعات، وأصبح اهتمام بعض الفتيات بالتبرج والزينة أكثر من حرصها على التحصيل العلمي. وكم اشتكى بعض الدكاترة والأساتذة من الجرأة الزائدة لدى بعض الفتيات، بارتدائهن ما لا يليق من الثياب. وبهذه المناسبة، أدعو كل دكتور فاضل إلى أن يستخدم حقه في تطبيق قانون الحشمة على طلبة وطالبات الجامعة والكليات، وأن يُلزم كل طالبة بأن تحترم وجوده، والقاعة التي تدخلها، وبألا يسمح لأي طالبة بالدخول إن خالفت هذا القانون، والحق سيكون معه. وبما أننا نتحدث عن خدش حياء رمضان، فإننا ندعو إلى مراعاة حرمة هذا الشهر الفضيل، بمنع كل ما يخدش حياء الناس من مناظر غير لائقة، سواء من مشاهد أو مقاطع تمثيلية، أو إعلانات تجارية، وبأن يتم وضع حدود معينة - لا يتم تجاوزها - لثياب المذيعات ومقدمات البرامج تحفظ لهذا الشهر حرمته. «ومن يُعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب». Twitter:@abdulaziz2002
مشاركة :