نفى كل من الدكتور نزيه نصيف.. والدكتور عبدالله مناع وجود أي مكان في جدة التاريخية ولا غيرها من الأحياء القديمة تحت اسم (حارة الشيخ) وذلك في اشارة إلى المسلسل الذي يذاع من قناة (أم بي سي) خلال شهر رمضان.. ويشارك فيه عدد من العناصر الفنية والمواهب المختلطة والذي يتطرق إلى مشاهد ومواقف خارج ثقافة الحياة التقليدية لسكان مدينة جدة على مدى تاريخها. ونفى الدكتور نصيف في الوقت نفسه أن يكون متابعاً لأكثر من حلقتين لهذا العمل الذي لا يعني المنطقة التاريخية أرضاً وإنساناً. في حين سخر الدكتور عبدالله مناع من الفكرة والمضمون الذي كان يريد أن يسير على خطوات باب الحارة.. لكنه ضل الطريق. في زحمة الكلمات والأغاني. هذا وقد واجهت الحلقات ما يمكن تسميته اعتسافاً لتاريخ مدينة مختلفة في قصتها التاريخية خاصة وقد برز العنف في حلقة أمس الأول والذي أدى إلى وفاة الشخصية الأكثر بروزاً في النص والذي كان يؤديها يوسف الجراح وهو ما يتناقض مع واقع جدة التاريخي التي لم تكن يوماً تعيش ثقافة العنف إلى حد القتل وسط الحضور الذين لم يتدخل منهم أحد في حلبة المبارزة إلاَّ بعد حمل الميت واعتذار القاتل بكل برود عن حادثة القتل. هذه كانت واحدة من تناقضات السطو على ثقافة جدة.. ورسم صورة مغايرة لتحولاتها ورواياتها في منعطفات تاريخ مازال يحتاج إلى التجديف والغوص في أعماق بحرها وشواطئها.. وقراءة التاريخ من نوافذها ذات المواصفات المختلفة لرؤية إنسانها بعيداً عن باب الحارة السورية نصاً.. وروحاً.. وإخراجاً.