أفاد محللان ماليان بأن أسواق المال شهدت تراجعاً في معظم جلسات الأسبوع الماضي نتيجة غياب المحفزات المحلية والعوامل الخارجية السلبية، مثل تراجع أسعار النفط، بجانب تراجعات الأسواق الأميركية والأوروبية، إضافة إلى حالة الترقب لما تسفر عنه الأيام المقبلة بخصوص بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي. وتراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي خلال الأسبوع الماضي بنحو 2% ليصل إلى مستوى 3307 نقاط، كما تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.3% مستقراً عند مستوى 4322 نقطة. وسجلت القيمة السوقية تراجعاً قدره 11.7 مليار درهم خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 749.8 مليار درهم هبوطاً من 761.5 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق. 5 جلسات 570.7 مليون درهم مشتريات الأجانب أعلن سوق دبي المالي، أمس، أن قيمة مشتريات الأجانب من الأسهم، بلغت خلال الأسبوع الماضي نحو 570.73 مليون درهم، 44.36% من إجمالي قيمة المشتريات. وأفاد السوق، في بيان، بأن قيمة مبيعات الأجانب من الأسهم خلال الفترة نفسها بلغت نحو 666.46 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 51.8% من إجمالي قيمة المبيعات. وبلغ صافي الاستثمار الأجنبي نحو 95.73 مليون درهم، كمحصلة بيع. من جهة أخرى، بلغت قيمة الأسهم المشتراة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال الأسبوع الماضي نحو 545.24 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 42.38% من إجمالي قيمة التداول. في المقابل، بلغت قيمة الأسهم المباعة من قبل المستثمرين المؤسساتيين خلال الفترة ذاتها نحو 632.44 مليون درهم، لتشكل ما نسبته 49.16% من إجمالي قيمة التداول. وبلغ صافي الاستثمار المؤسسي نحو 87.2 مليون درهم، كمحصلة بيع. وتفصيلاً، تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي خلال الأسبوع الماضي بنحو 2%، منهياً تداولات أمس عند مستوى 3307 نقاط، هبوطاً من 3371 نقطة وفق إغلاق نهاية الأسبوع السابق، متخلياً عن 64 نقطة على مدار خمس جلسات. كما تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 1.3% مستقراً عند مستوى 4322 نقطة، هبوطاً من 4381 نقطة بنهاية الأسبوع السابق بتراجع نحو 59 نقطة. وبلغت تداولات السوقين خلال الأسبوع الماضي 1.7 مليار درهم، حصيلة التعامل بيعاً وشراءً على مليار سهم. ووفقاً للبيانات الصادرة عن سوقي دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية، سجلت القيمة السوقية تراجعاً خلال الأسبوع الماضي قدره 11.7 مليار درهم لتصل إلى 749.8 مليار درهم بنهاية تعاملات أمس، هبوطاً من 761.5 مليار درهم بنهاية الأسبوع السابق. غياب المحفزات إلى ذلك، قال مدير إدارة الأصول في شركة «المال كابيتال»، طارق قاقيش، إن «الأسواق شهدت تراجعاً في مستويات السيولة وأحجام التداول نتيجة غياب المحفزات المحلية، إضافة إلى حالة الترقب والحذر التي تنتظرها الأسواق العالمية بخصوص بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي»، مشيراً إلى أن «أسعار النفط مازالت تشهد تذبذباً وعدم استقرار، لذا يفضل كثير من المستثمرين البقاء بعيداً عن السوق أو الدخول بحذر شديد». وأضاف أن «تزامن هذه العوامل مع شهر رمضان وموسم الصيف والإجازات ربما شكل عبئاً إضافياً على الأسواق وقلص كميات السيولة»، لافتاً إلى أن غياب البيع الكثيف يعد أمراً إيجابياً، وينفي وجود خوف أو هلع في ظل العوامل السلبية الخارجية من تراجع أسعار النفط وهبوط الأسواق العالمية. وأكد قاقيش أن فرص تحسن الأسواق لن تكون على المدى القصير، إذ إن هناك حاجة لاستدامة استقرار أسعار النفط وبدء تعافيها مجدداً، وهذا بطبيعة الحال يستغرق وقتاً. تداول ضعيف من جهته، قال المحلل المالي بشركة «الأنصاري للخدمات المالية»، عبدالقادر شعث، إن «معدل التداول اليومي بكلا السوقين كان ضعيفاً خلال الأسبوع الماضي ولم يتجاوز 346 مليون درهم، أي أقل من 100 مليون دولار، وهذا يعد قليلاً جداً بالنظر إلى قيمة الشركات المدرجة وأدائها»، مرجعاً ذلك إلى «حالة من الحذر والترقب تسود أجواء التعامل من قبل المستثمرين الذين يفضلون مراقبة الأحداث العالمية، وعلى رأسها بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي». وأضاف أنه من الناحية الفنية تحرك مؤشر سوق دبي المالي بنطاق سعري ضيق، ما يعكس عدم قدرة المستثمرين على اتخاذ قرار في ظل حالة الارتباك وعدم الاستقرار التي تشهدها الأسواق العالمية، بجانب مجاراة مستويات السيولة الضعيفة وعدم الرغبة في المخاطرة بكميات إضافية منها في ظل عدم وضوح الرؤية، مشيراً إلى أن جلسات الأسبوع الماضي شهدت أيضاً تبادلاً لملكيات بعض الأسهم في سوق دبي المالي، منها شركة «الخليج للملاحة» و«العربية للطيران». ولفت شعث إلى أن أحجام التداول كانت منخفضة في كلا السوقين، لكنها كانت أقل في سوق أبوظبي للأوراق المالية بضغط من قطاع البنوك، وتحديداً أسهم بنكي «الخليج الأول» و«أبوظبي التجاري»، بجانب سهم شركة «اتصالات»، حيث استحوذت الأسهم الثلاثة على 60% من التداولات. وأكد شعث أنه بشكل عام يمكن القول إن «أداء أسواق المال المحلية يعد متماسكاً رغم التراجع بالنظر إلى أداء نظيرتها الأميركية، التي انخفضت بحدود 4.5%، وكذلك الأسواق الأوروبية التي سجلت تراجعاً نسبته 5%»، لافتاً إلى أنه «رغم انخفاض أسعار النفط بحدود 7% لم يحدث هلع أو خوف في أسواقنا المحلية ما يُعد فرصة كبيرة لمعاودة الارتداد وتعويض الخسائر».
مشاركة :