شهد الإسراف في الموائد الرمضانية اختلافا كبيرا في الآراء، ولكن كانت أغلب الآراء تتجه نحو الاتفاق على أن الإسراف سلوك مذموم وغير حضاري وكأن رمضان أصبح شهر أكل وشرب، بعيدا عن العبادة التي من أجلها الصيام، ويعتبر هذا السلوك من السلوكيات التي لا تتفق مع الحكمة من مشروعية هذه الفريضة، وهي عادة يتفق الجميع على أنها مذمومة. إذ قال الدكتور فيصل العقيل، «لا شك أن الإسراف والتبذير سلوك مذموم، فنجد البعض يقومون بشراء كمية كبيرة من المواد الغذائية، ولكن نجد أن أكثر ما يقومون بشرائه لا يكون للأكل؛ بل إلى مكب النفايات، وللأسف يتكرر هذا الأمر في كل عام». واتفقت معه الدكتورة عبير خليل، بقولها: «يشكل الإسراف في مجتمعنا الخليجي عادة ذميمة وقديمة، ونجد أن الكثير منا يتوارث هذا الأمر كنوع من التفاخر بما كان يفعله الآباء والأجداد، وتمنت أن يتم القضاء على هذا الأمر الذي يؤثر مستقبلا على الأبناء ويتجهون له». وأشار الدكتور محمد آل سليمان، إلى ضرورة التوعية بالاقتصاد في شراء الحاجات الرمضانية، من خلال إقامة الحملات التطوعية والدورات التدريبية. من جهتها بينت المدربة الاجتماعية حنان الشيخ أهمية التوعية بهذا الأمر من خلال الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسات الحكومية والخاصة، وألمحت إلى أن هناك دورات تقام لتوعية المجتمع بضرر هذا الأمر، ولكنها ليست مكثفة، ولا تشهد إقبالا كثيفا كبقية الدورات التدريبية. وعن الأسباب التي تجعل البعض يقومون بالإسراف بشكل كبير في شهر رمضان، قال عبدالرحمن عبدالعزيز: العادات والتقاليد، إذ ما زال البعض معتادا على سلوك سواء كان نابعا من العادات والتقاليد، وهو سلوك متعود عليه ويحاول أن يحافظ عليه، وكذلك ما يسميه الاقتصاديون بـ «النسأ الاستهلاكية»، وهو عندما يكون الإنسان يوفر شيئا، ولكن ميوله أن يقوم بالصرف بشكل أكبر، وأيضا عدم الترشيد والعقلانية في الاستهلاك لا من الجانب الاقتصادي أو الديني». وأشار إلى أنه يجب علينا الترشيد في الاستهلاك. من جهته، قال سالم أسعد صابر إن دخل الفرد محدود ويتوزع بين الإنفاق والادخار، عندما ينفق كل ما لديه في الادخار يكون صفرا، وعندما يوفر شيئا ما فإن الادخار يزيد، لذا يجب على كل منا أن ينظر إلى معادلة دخله، فإي إنسان يتجاوز قرار دخله فإنه يعتبر قرارا غير رشيد، وهذا يؤدي به إلى الائتمان والاقتراض، وله تأثير سلبي على المديين القريب والمتوسط، بمعنى أن يكون الإنسان رشيدا في ما ينفق، في حدود دخله، وإذا ما استطاع أن يوفر شيئا للادخار فهذا يعتبر السلوك الرشيد للادخار.
مشاركة :