ينتشر بين أفراد النوع البشري خلق ذميم وهو الكذب ، وهو أمر مفهوم من الضعف الإنساني والهبوط الأخلاقي ! أما الكذب الذي أتحدث عنه اليوم فهو كذب الدول حيث يستحلون ذلك باسم تحقيق المصالح! يتحدثون عن الإنسانية وهم أول من يقتل الإنسانية! يخطبون عن حقوق الإنسان وهم مصادرو الحقوق! يتفلسفون في العدالة وهم الظالمون! حين وقف من يتحدث باسم بريطانيا العظمى قال إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين!! فهل كانت المسألة (عين العطف) ؟! أم هو مخطط جاء على مفصل مهم في صراع الحضارات حيث أن زرع اليهود في قلب العالم الإسلامي إنما يمثل الخنجر المغروس في القلب كي لا تنهض الأمة فتبقى في حالة نزيف دائم !! وحين قرر الأمريكان الحلول في المنطقة أخرجوا رموز بريطانيا من مصر(فاروق) تحت اسم جذاب هو الضباط الأحرار ، وأخرجوا رمز بريطانيا من طهران (الشاه) باسم ثورة خميني إذ من غير المعقول أن يتنازل الغرب عن منطقة نفطية لصالح شيخ يجلس على الحصير !! وحينما قال بوش الصغير وتابعه توني بلير إن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، هل كان ذلك صدقاً؟ هل كان صحيحاً؟ هل كان خطأ؟ هل عجزت التكنولوجيا المتطورة أن تؤكد أو تنفي وجود تلك الأسلحة قبل أن تتسبب هاتان الدولتان بمقتل ملايين البشر في العراق؟! وهل لم يخطر ببالهم أنهم اذا دمروا العراق فإن البلد المدمر سيكون تحت سيطرة إيران ؟! أم هم متفقون مع ايران على ذلك لهدف استراتيجي بعيد ؟! وحين يقف مسؤول أمريكي كبير ليقول لنا إن داعش لا تزال تحتفظ بقوتها هل كان يتحدث لعالم غبي ؟! ليقل لنا من أين جاءت داعش ؟ من يمولها ؟ من أفسح لها المجال لتحتل بقعة كبيرة من أرض العراق وأرض سوريا؟ من هي الجهة التي تلقي لداعش المساعدات بالطائرات ؟ وهل في التاريخ البشري توقع منظمة نفسها في بقعة جغرافية وهي ليست دولة وليس لديها جيش؟ وهل تحتاج داعش الى عشرات الدول في الحرب بينما الحقيقة تقول إن دولة بسيطة تستطيع القضاء على منظمة ولا يتطلب الأمر وجود روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا واستراليا وألمانيا وووووووو؟!!! كيف يتنقل شباب داعش بين دول العالم الذي يمتلك أجهزة أمن واستخبارات عالمية ؟!. ونفهم تماماً كيف ركبتم الربيع العربي فحولتموه الى الجحيم العربي، تباكيتم على الإسلاميين فلما وصلوا أسقطتموهم بسرعة ولم تتباكوا على الديموقراطية! ولما ثار الناس على النظام السوري قلتم نحن معكم ثم انقلبتم على الشعب المسكين الذي قدم حتى الآن نصف مليون من الناس لأن إسرائيل تجد مصلحتها مع النظام الحاكم في دمشق! سلمتم العراق لايران لتلعب على الوتر الطائفي كي تسر وتفرح اسرائيل معكم بانقسام الأمة الإسلامية وهو هدف استراتيجي لكم ولهم. يذكرني هذا الكذب بالكاتب الفرنسي الذي ألف كتاباً عن الحادي عشر من سبتمبر سماه (الكذبة الكبرى) فهل يظن عاقل مجرد ظن أن ابن لادن ومن معه يستطيعون قيادة طائرات في المجال الجوي الأمريكي وفوق مدينة المال العالمي وبين غابة من ناطحات السحاب ليصطادوا برجين محددين ليس فيهما يهودي واحد؟! لدينا مثل في الأردن يقول (شو عرفك انها كذبة ؟ قال : من كبرها) . نحن نعرف كذبكم ونقول لا داعي لهذا الكذب، افعلوا ما شئتم فأمتنا جثة هامدة مخدرة ترى بعينيها ولكنها لا تستطيع فعل شيء فاطمئنوا .
مشاركة :