زرته في مكتبه كنائب لرئيس الجمهورية حافظ أسد عام ١٩٩٤ بصحبة أخي الدكتور محمد عويضة لبحث علاقة الاخوان السوريين بالنظام السوري وإمكان المصالحة . استمر اللقاء اربع ساعات وخرجنا بخفي حنين !! قلنا له أن خطابكم أمس في الأحزاب العربية خطاب جميل حيث تناول قومية المعركة وان الصراع مع يهود هو صراع وجود لا صراع حدود ، وبناء عليه فإننا جئنا لمصالحة إخوان سوريا بالنظام السوري لان سوريا مستهدفة ويجب أن يكون صفها الداخلي متينا" . رفض وقال : هؤلاء مجرمون فقد فعلوا وفعلوا ، قلنا : لا داعي لفتح الماضي ففيه صفحات سوداء ودماء وتهجير وسجون . قال : هؤلاء لا يقبلهم الشعب ، قلنا : هم من الشعب ، والدول أقوى من الجماعات . قال : هؤلاء سوريون وأنتم لا علاقة لكم !! قلنا اننا نتحدث بمنطق قومي كما تفضلت في محاضرات!! فقال: دعوا هذا الموضوع . فقلت : انا رئيس لجنة الحريات في البرلمان ولديكم مائة أردني معتقل ! فقال أعطني الأسماء ، أعطيته فاستفسر ولما أعيدت له الورقة بدأ يقرأ : فلان ادين بالخيانة واعدم وفلان وفلان فعدد ثلاثة فقاطعته وقلت : خذ عشرة خيانة واعطني التسعين ، فقال البقية عملاء لليهود !! قلت كيف؟ قال : لديكم في الأردن سفارة لليهود ، فلم احتمل وقلت : العمالة غير مرتبطة بالسفارة ، فقد ظهر كوهين قبل معاهدات السلام . نعم خرجنا نجر أذيالنا حيث لم نستطع معرفة من مات ومن هو على قيد الحياة !! ودارت الأيام وإذ بعيد الحليم خدام معارضة من باريس وكم كنت متأسفا" أنني رأيت أحد الإسلاميين يجلس بجانبه .
مشاركة :