العمل الإجرامي الذي استهدف قواتنا المسلحة والأمنية على الحدود السورية تؤكد رغبة البعض في استهداف هذا البلد الآمن الذي حافظ على تماسكه رغم الزلازل الدموية حوله والتي أودت برؤساء وقادة وأزالت أنظمة وأغرقت المشهد باللون الأحمر وما يتبعه من إزهاق أرواح مئات الألوف وتشريد الملايين وزوال المساحيق عن الوجوه الطائفية الكالحة. صمد الأردن فلم تظهر فيه طائفية ولم يتصارع الناس في الشارع وثبتت مؤسسات الدولة وزاد احترام الناس لجيشهم بل التفوا حوله واعتبروه صمام الأمان ، ولم يخالف هذا سوى الشاذ من الناس وهم قلة لا تستحق أن تذكر. لقد وعى الأردنيون أن الظرف لا يحتمل شق الصف، وهذا لا يعني الرضا عن كل السياسات الحكومية بل هناك ما يمكن الاعتراض عليه بطريقة تليق بشعب متعلم وشعب مسيس يدرك الأولويات ويعي المخاطر. إن تمسك الأردنيين بوحدة صفهم تجعل الأردن صخرة تتحطم عليها الأحلام المريضة لدى الصهاينة الذين يفكرون في اهتبال فرصة دمار الأمة وانشغال كل أهل بلد ببلدهم ، كما تحطم الصخرة الأردنية السياسة الغربية التي قد تخضع للوبي الصهيوني بأن لا حل الا بالخيار الأردني، كما تحطم الصخرة الأردنية رغبة النفوس المريضة في النظام الإيراني الذي يجد موطء قدمه في ظروف الفوضى والخلافات السياسية وهو ما عبر عنه بعض رموز ذلك النظام وما قد تقوم به أدواته في العراق ولبنان ، وتحطم الصخرة الأردنية لهجة النظام السوري غير المريحة تجاه الأردن وهي لهجة عبر عنها وزير الخارجية المعلم وسفيرهم السابق عندنا في عمان بهجت سليمان ، وتحطم صخرة الأردنيين أدوات الأجهزة الدولية من داعش والقاعدة الذين يخدعون الشباب المتدين بجهل فيغرونهم بالجهاد والحوريات ومحاربة الطغيان! لا بد أن نعي نحن أبناء هذا البلد من مختلف أصولنا ومنابتنا أن حماية الأردن واجب وطني وديني وهو نوع من رد الجميل لوطن حمانا وآوانا وعلمنا وهو تعبير عن فهمنا السياسي أن نصمد في وجه المؤامرات التي لا تتوقف ولن تتوقف ولهذا فلا يجوز أن نسمح لمن يضعف صفنا تحت أية ذريعة أو ادعاء .
مشاركة :