طفل "سوشي" يتحدى الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة

  • 6/18/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

Image copyright Getty Image caption مسلسل سيلفي السعودي للممثل ناصر القصبي، أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد مناقشة قضية الاختلافات المذهبية بين السنة والشيعة أشعل مسلسل "سيلفي" الساخر، الذي يقدمه التليفزيون السعودي من بطولة الممثل ناصر القصبي، موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد حلقة عن الانقسام الطائفي بين السنة والشيعة. وعندما اكتشفت كل عائلة أن ابنها تربى على أفكار تختلف عن مذهبها، حاولت تغيير أفكاره واقناعه أنه لا يتبع "العقيدة الصحيحة". وأثارت أحداث تلك الحلقة ضجة كبيرة على التواصل الاجتماعي، بدأت قبل عرضها عندما طلب الممثل السعودي القصبي من جمهوره على موقع تويتر "شد أحزمة المقاعد"، في إشارة إلى أهمية الحلقة. وبعد عرضها حظيت بإشادة من كلا الطرفين، المشاهدين السنة والشيعة. Image copyright Getty Image caption المذهبان السني والشيعي يتفقان في الأصول ويختلفان في الممارسات والطقوس ويشكل السنة غالبية المسلمين في العالم وعلى الرغم من أن المذهبين السني والشيعي يتفقان في الأصول والعقائد الإسلامية، إلا أنهما يختلفان في الممارسات والطقوس والهيئات. وتتباين درجة الاختلاف من بلد إسلامي إلى آخر. ويشكل السنة غالبية المسلمين في العالم، بينما يشكل الشيعة حوالي 10 بالمئة من عدد المسلمين لكنهم أغلبية سكانية في العراق وإيران والبحرين. ويتواجد الشيعة بكثرة في سوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية، بينما يشكلون أقلية في مصر والأردن.طفل السوشي ويكشف الزواج بين السنة والشيعة حساسية الإنقسام الطائفي في بعض البلدان. في حين أن هذا أمرا شائعا في بعض البلدان ذات الأغلبية الشيعية الكبيرة مثل العراق ولبنان، لكنها تكون نادرة في مصر والسعودية. وتظل قضية طفل السوشي، والمقصود به الطفل الذي تربي في أسرة سنية شيعية أو نتاج زواج سني من شيعية والعكس، موضوعا حساسا بالنسبة للكثيرين. Image copyright Hoda El Soudani Image caption المخرجة العراقية البريطانية هدى السوداني، عالجت قضية الزواج بين السنة والشيعة وإنجاب أطفال سوشي في فيلمها الوثاثقي "لماذا لا أستطيع أن أكون سوشي؟" وتحدثت أريج عمران ، ليس اسمها الحقيقي، لبي بي سي عن خبرتها كشابة سعودية تربت في أسرة سنية شيعية، فوالدها سني المذهب بينما والدتها شيعية. وتقول :"تقابل أبي وأمي وتزوجا في العراق قبل 40 عاما، لم يكن زواج السنة والشيعة أمرا هاما وقتها، لكن عندما عادا إلى السعودية واجها بعض الصعوبات." وتكشف عن أنها عندما كانت طفلة كانت تخفي مذهب والدتها خوفا من أن "يقاطعها ولا يتحدث إليها الكثير من أصدقائها"، إذا ما عرفوا أن والدتها شيعية. وتقول إن والديها كانا منفتحان وأيدا اخيتاراتها. وعندما سألتهم عن المذهب الذي يجب أن تعتنقه، قالوا لها :"إنه واجبك أن تختاري، يتطلب الأمر أن تقرأي وتتعلمي ثم تخبرينا بقرارك". بينما تقول مينا اللامي، الصحفية في قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي، والتي ولدت في العراق لأسرة سنية شيعية، إن وجود آباء في عائلة واحدة من مذهبين مختلفين كان ومازال أمرا شائعا في العراق، خاصة في المناطق المختلطة سكانيا مثل العاصمة بغداد. Image copyright Hoda El Soudani Image caption الطفلتان بطلتا الفيلم نعمة وصوفيا عاشتا في أسرة سنية شيعية والتقتا رجال دين من المذهبين واستمعتا إليهم وتقول :"بينما كنت أكبر هناك، لم أكن أعرف بوجود مذهبين مختلفين، حتى بلغت سن العشرين". وتوضح أنه في الوقت الذي تراجعت فيه زيجات السنة والشيعة في العراق بعد الاضطرابات الطائفية في 2003، إلا أنها مازالت أمرا مألوفا. كما عالجت مخرجة الأفلام العراقية- البريطانية، هدى السوداني، هذه القضية أيضا في فيلمها الوثاثقي "لماذا لا أستطيع أن أكون سوشي؟" وقالت المخرجة لبي بي سي :"هدفي الرئيسي تقديم معالجة موضوعية للعديد من القضايا الرئيسية مثل رغبة طائفة في أخرى، ومن ثم إزالة المفاهيم الخاطئة ويمكن عندها إقامة جسر من نوع ما عندما يدركون وجود الكثير من القواسم المشتركة بينهما." وتقول إن الدافع لمعالجة هذا الموضوع الحساس جاء بعد :"مشاهدة ما يجري في مناطق أخرى : السعودية واليمن وإيران والعراق.. وغيرها". وتتابع :"ليس المقصود هنا مناقشة أسباب اختلافهم في الرأي، بل لماذا أدت هذه الاختلافات إلى العنف والعداء. بالنسبة لي، يبدو أن الصراع سياسي أكثر منه ديني، على الرغم من أنه قد يكون مختبئا وراء لغة دينية." Image copyright Hoda El Soudani Image caption السياسي البريطاني جورج غالاوي ظهر في لقطاتب الفيلم لإبراز مشكلة الطائفية والانقسام السني الشيعي ربما يرى الناس أن الفيلم يرسم صورة رومانسية لوحدة السنة والشيعة، لكن "يمكنني القول إن وجود هذا مرة يعني انه يمكن أن يتواجد مرات. متأكدة من قدرتنا على أن نصبح أقل غطرسة وأكثر تقبلا للطائفة الأخرى". وتختتم هدى بالقول :"الناس يحتاجون إلى من يذكرهم بالعودة إلى جذروهم وأن يؤمنوا ببساطة أن يكونوا مسلمين فقط بغض النظر عن الطائفة."

مشاركة :