انتشر عبر مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي قبل أيام مقطع فيديو لرَجُل (وَصْف للجنس)، وهو يضرب مجموعة من الأطفال الصِّغار جدًّا الذي لم تتجاوز أعمار بعضهم الثالثة!! كان يضربهم بقسوة بأسلوب (الفَلَكَة) دون اكتراث لبكائهم، وتوسلات بعضهم، وتلك الصغيرة التي تُنَادِيْه: (حَرَام عليك أنت ما تخاف ربك؟! أنت ما تُصلي؟!) مقاطع كثيرة غَزت الإنترنت لأطفال مساكين (يُصَوّرون وهم يُضْرَبُون، أو يُوْضعون في مواقف مخيفة وقاسية)؛ بحثًا عن رَدّة فعلهم البريئة، من أجل السخرية والضحك والتّنَدّر، والمزيد من القَهْقَهَات السخيفة!! ظاهرة بدأت تتفشى في مجتمعنا في انتهاك لخصوصية أولئك الصّغار الغَلابَة، وتهديد واضح لأمنهم النفسي؛ ودون اكتراث للعواقب والأضرار السلبية، وما تزرعه في نفوس الأطفال من ترسّبات خطيرة تؤثّر على مستقبلهم، وتستمر معهم طيلة حياتهم، ومن ذاك: (فقدان الثقة بالنفس، والميل للعُزلة والانطواء، والتّردّد في اتخاذ القرارات)!! يفعل ذلك بَشر يقودهم جهلهم، وحبهم إظهار مواهبهم وبطولاتهم وقدراتهم في الإخراج والتصوير، وجَلْب المزيد من الضحكات، والمتابعين في مواقع الإنترنت!! وهنا إذا كانت تلك الأُسَر تُمَارس تلك الأفعال العنيفة في حقّ أطفالها جهلاً أو عدم مُبَالاة، فواجب المؤسسات الحكومية والإنسانية المعنية حماية أولئك الصغار، بإصدار أنظمة تُجرِّم تلك الممارسات، وتُلاحقُ مرتكبيها وتُقَدّمهم للعدالة، وتُعَاقبهم وتُشَهِّر بهم! كما أتمنى إقامة حملة توعوية، وبرامج تثقيفية في تلك الجوانب، وكذا معالجة الأطفال الذين كانوا ضحية لتلك التصرفات! وأخيرًا أدعو الجميع لعدم نَشْر تلك المقاطع وحذفها فورًا، ومُنَاصَحَة مَن يبعثها! فالأطفال يا جماعة أمانة عند المجتمع الكبير، إذا أهملهم مجتمعهم الأسَري الصغير. aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :